لوحات الفنانين … الاقتناء بأعلى الأسعار دعماً لضحايا الزلزال

الاقتناء بأعلى الأسعار … ليس شرطاً وضعه أهل الفن التشكيلي للراغبين في اقتناء أعمالهم هذه الآونة.. بل هي أمنية لديهم، لأن ريع اللوحات سيذهب دعماً لضحايا الزلزال -الذي ضرب شمال غرب سوريا قبل اسبوع- ممن توفاهم الله أو ممن باتوا متضررين بلا مأوى ولا مأكل ولا ملبس.. ولا أهل.
لذا اندفع معظم الفنانين التشكيليين، المخضرم والشاب منهم، للتبرع بلوحات من نتاجهم، كي يقتنيها السوري في الداخل والخارج، وكذلك ليقتنيها العربي والأجنبي، وكل من يرغب بمدّ يدّ المساعدة انتصاراً للإنسانية.. وامتلأت المواقع الإلكترونية، وصفحات التواصل الاجتماعي، بإعلانات يعرض أصحابها أعمالهم الفنية ويتبرعون بها لصالح ضحايا الزلزال، مشجعين وآملين في اقتنائها.
.

لوحات الفنانين
انطلق الفنانون في دعمهم الضحايا والمتضررين من الزلزال، عبر فئتين، الفئة الأولى: انضوت تحت راية العمل الجماعي.. وأقامت يوم أمس “معرض جماعي” في صالة زوايا للفن التشكيلي بدمشق، حمل عنوان “الفن لسوريا”. افتتحه كل من الفنان وسيم عبدالحميد مدير مديرية الفن التشكيلي في وزارة الثقافة، والفنان غسان غانم، أمين سر اتحاد الفنانين التشكيليين في سوريا، بحضور أعضاء من اتحادات الفن التشكيلي في فلسطين والعراق ولبنان.. وحضور المخرج هشام الكفارنة والمطربة سهام إبراهيم.
تقدّم المتبرعون بلوحاتهم، كبار الفنانين في سوريا.. فشارك في فعالياته 57 فناناً وفنانة، في مجال التشكيل والغرافيك والنحت. ليعود ريع اللوحات والمنحوتات والأعمال الفنية الـ 57 بالكامل للجمعيات والمنظمات التي تدعم الأشخاص المتضررين من الزلزال في سوريا.
وفي الإطار الجماعي نفسه، نشطت منتديات فنية في دمشق، وأقامت ورشات لمجاميع من الفنانين لإنجاز لوحات عن الزلزال، وسيقام بعدها “معرض فوري” لبيع اللوحات، وتقديم الريع كاملاً للجمعيات الخيرية في كل محافظة منكوبة. كعربون محبة ولمسة تضامنية علها تساهم بتدفئة طفل وإطعام جائع وإكساء مريض.
.

الاقتناء بأعلى الأسعار
أما الفئة الثانية: فقد سعت حالات فردية (كثيرة جداً)، كل من مرسمها الخاص، وأطلقت دعوات وإعلانات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تعرض لوحاتهامع بيانات بالأحجام والتقنيات ونوعية المواد الخام.. ومعظم تلك المبادرات الفردية لم تحدد أسعاراً لأعمالها المعروضة، لكنها مهرت منشوراتها بعبارة راجية “الاقتناء بأعلى الأسعار”.
وكان جلياً أن الفئات المعنية بالاقتناء ليست بالضرورة الجمهور السوري في الداخل فقط! بل لكل المتذوقين والمقتنين، والأهم الإنسانيين، والمغتربين ذوي الضمائر الحيّة.
وثمة من لم يقتصر تبرعهم على عمل فني واحد! فقد تبرعت -على سبيل المثال- الفنانة ريما الزعبي؛ حتى اللحظة بعشرة لوحات، تم اقتناء ثمان منها، ولا زالت تعرض لوحاتها للاقتناء. ومع كل لوحة يتم اقتناؤها تنشر اسم من اقتناها ومن أي بلد، تحقيقاً للمصداقية.
وتكريساً للمصداقية عينها، قام بعض الفنانين والفنانات ممن عرضوا لوحاتهم للاقتناء في حساباتهم الشخصية، إلى نشر صور لحوالات وصلتهم بقيمة اللوحات، ودوّنوا اسم الجمعية في المحافظة التي سيصلها ثمن اقتناء اللوحة.. معتذرين عن عبارة “الاقتناء بأعلى الأسعار” معللين ذلك بقسوة الحدث الجلل.
.

منصة إلكترونية
تعتمد المنصات على نشر اللوحات والمنحوتات عبر مواقع متخصصة، ليشاهدها جمهور المقتنين والراغبين بالتبرع لضحايا الزلزال.. ولا يمكن هنا حصر عدد الفنانين والفنانات، إذ يمكن القول إنهم بالمئات.
وثمة فعل يدل على إنسانية الفنان بغض النظر عن جنسيته.. فقد بادر العديد من الفنانين العرب في (لبنان وفلسطين والعراق ومصر والإمارات) بالتبرع بلوحاتهم عبر منصات إلكترونية في سوريا وخارجها، انطلقت تناشد الاقتناء لصالح الضحايا والمتضررين من الزلزال.
.
*روعة يونس
.
صفحاتنا على فيس بوك – قناة التيليغرام – تويتر twitter