
تتألّمين لأجلنا
نحن العصاةُ ،
وقاطعو الأرحامِ،
من نبشوا قبورَ الأنبياء ليقتفوا آثارهمْ،
الخائبون بما شهدنا
أنّ هذا الموتَ يشبه أنْ نطلّ عليكِ مِن شرُفاتنا
فيما يجزّ المعتدون ضفيرتَيكِ ، ويرقصونَ على ظلالكِ.
كلّنا موتى
عجزنا أن نقولَ لكِ الّذي قالته نرجسةٌ لمرآةٍ : نحبّكِ مثلما كنّا ، فلا يغتاظَ منّا مُبغِضُوكِ .
وتستضيفينَ الزلازلَ في سريركِ خوفَ أنْ تأتي إلينا في أحاديثِ الرواةِ
وناقلي الأخبارِ . موتى
كلّنا
نتفقّدُ الأحجارَ في كلماتنا ،
فتعضّنا أسنانُنا تحتَ الركامِ .
هناكَ طفلٌ يقتفي أثر الحياةِ ، ولا يزالُ ، كما شهدنا، حبلُ سرّته واصلَ الرحمِ المقدّس، في مشيمة ِ أمّهِ.
وعلى حوافِ اليأس أرواحٌ تقابلُ ربّها- جثثٌ تقلبّها أيادي الموتِ تنتظرُ الإغاثةَ ،
في جوارِ الدميةِ البيضاء أمّ حاملٌ بردتْ أصابعُها على شَعرِ ابنتيها.
كلّنا موتى
فَيَا لِبَلِيّتِي!
إنّي تأخّرتُ عن الوصولِ إلى جنازتيَ الأخيرةِ ،
بينما لعنَ المعزّونَ انتظاري ،
وارتضوني بينهمْ
حتّى
أعدّ على أصابعكِ الضحايا كلّهمْ.
يا للبلاءِ ، بلاءِ سوريا!
.
*شاعر فلسطيني- دكتور في الآداب.. روسيا
.
صفحاتنا على فيس بوك – قناة التيليغرام – تويتر twitter