اقتصادالعناوين الرئيسية

تعزيز السيادة الصناعية لأوروبا في مواجهة الخطة (IRA) الأميركية

في حقل في شمال ألمانيا تعصف به الريح، يفترض أن يبنى مصنع ضخم لإنتاج بطاريات كهربائية بهدف تعزيز السيادة الصناعية لأوروبا… إذا لم تنسف خطة المناخ الأميركية الكبرى كل شيء.

وتم اختيار الموقع قرب هادي، البلدة المتواضعة على بعد 100 كيلومتر من هامبورغ، في آذار-مارس من قبل شركة نورثفولت السويدية لبناء “أنظف” مصنع للبطاريات في العالم.

والهدف: تجهيز مليون سيارة كهربائية سنويا وتقليل اعتماد أوروبا على المصنعين الصينيين المهيمنين بشدة في هذا المجال.

تعزيز السيادة الصناعية لأوروبا.. الخطة الأميركية قد تخلط الأوراق

لكن الخطة الأميركية “قانون خفض التضخم” (IRA) التي تنص على استثمارات تزيد على 430 مليار دولار بينها 370 ملياراً للحد من انبعاث غازات الدفيئة، قد تعيد خلط الأوراق.

ففي تشرين الأول-أكتوبر صرح بيتر كارلسون رئيس مجلس ادارة شركة نورثفولت للصحافة الألمانية أن المشروع “قد يؤجل” لتعطي المجموعة “الأولوية للتوسع في الولايات المتحدة” حيث تنتظر مساعدات سخية الشركات المصنعة للبطاريات التي تنتج على الأراضي الأميركية.

واعلن أوليفر شميت غوتزات رئيس بلدية هادي لوكالة فرانس برس أنه “فوجئ” بهذا الإعلان.

ودعا الاتحاد الأوروبي إلى التحرك لإقناع نورثفولت بـ “البقاء” لتنفيذ هذا المشروع “المهم للغاية” للتوظيف ومستقبل المنطقة الصناعي.

وقال مارتن بيتر المتحدث باسم اتحاد المعادن IG Metall إن “على اوروبا التحرك” معتبراً أن من “الطبيعي” أن يغير العرض الأميركي قرارات المستثمرين.

وأضاف أن مستقبل ألمانيا “أمة السيارات” وأكبر اقتصاد في أوروبا، رهن بوجود قاعدة صناعية تنتج “المكونات ذات القيمة المضافة الأكثر أهمية” كالبطاريات.

وفي مواجهة الاحتجاجات، تسعى نورثفولت للطمأنة، وقال متحدث باسم المجموعة لوكالة فرانس برس إن الشركة السويدية ما زالت “ملتزمة بتوسعها في أوروبا”.

وأكد بيورن يورغنسن المسؤول عن تطوير مجتمع البلديات حول هادي لفرانس برس أن الشركة المصنعة “لم تعلق” المشروع والنقاشات مستمرة حول موقع هادي.

مع ذلك بدأت مجموعات عدة مثل نورثفولت بالنظر عبر الأطلسي.

وأعلنت بعض الشركات المصنعة للألواح الشمسية مثل “ثري سان” 3Sun الإيطالية و”ماير برغر” Meyer Burger السويسرية عن خطط لتوسيع أو إنشاء مصانع في الولايات المتحدة.

لذلك تدعو الصناعة الأوروبية إلى رد قوي من دول الاتحاد الأوروبي ضد الخطة الأميركية، حتى لا تنسف جهودها لعملية التحول البيئي.

وأكد اديتيا ميتال رئيس مجلس إدارة “ارسيلورميتال” ArcelorMittal مؤخرا “أعتقد أن الرد على الخطة الاميركية أمر لا مفر منه”، وتنوي مجموعته استثمار 1,7 مليار يورو للحد من الانبعاثات في مراكزها الصناعية في شمال فرنسا.

من جهته، حذر غيوم فوري رئيس مجموعة إيرباص مطلع كانون الأول-ديسمبر من أن “الوتيرة ستتسارع بقوة في الولايات المتحدة إذا لم يحدث شيء في أوروبا”.

صفحتنا على فيس بوك  قناة التيليغرام  تويتر twitter

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى