وداعا إبراهيم ياخور..شيخ الصحافة الاستقصائية

وداعا إبراهيم ياخور.. شيخ الصحافة الاستقصائية.. بمنتهى الحزن والأسى.. نعت الصحافة السورية، والوسط الثقافي والفني الإعلامي ياخور” الذي رحل فجر الأربعاء 1 شباط عن عمر ناهز الـ 80 عاماً أمضى خلالها سنوات طويلة من العمل الصحفي الاستقصائي.
الراحل كان أحد الأسماء البارزة في الإعلام السوري، حُفر اسمه في ذاكرة الملايين، واستطاع من خلال عمله في الإعلام المقروء والمرئي أن يصل إلى وجدان الجماهير، ويترك بصمة لا تمحى.. حيث كان يلتحم مع نبض الشارع من خلال برامجه وأعماله، التي ستظل عالقة في ذاكرة محبيه..
ونعى الممثل باسم ياخور عبر حسابه على “فيسبوك” والده الذي توفي بعد صراع مع المرض..قائلا:
وداعاً ابي
رحلة الأيام الأخيرة كانت صعبة مؤلمة ومحبطة ما يعزي قلبي هو اننا تحدثنا كثيراً واخبرتني أشياء لم تخبرني إياها ابداً عنك وعني ابتسمنا ونظرنا في اعين بعضنا طويلاً بصمت ابلغ من آلاف الكلمات تلمست شعرك ووجهك المتعب مراراً, ومسحت وجهي ودموعي بيدك المنهكة .
وتابع: “ما يعزي قلبي هو اننا اجتمعنا انا واخوتي بعد غيابات طويلة قربك ، وما واساني أيضا هو كم المحبة والاهتمام التي غمرنا بها الأصدقاء الطيبين والأشخاص الرائعين المحيطين بنا”.
واختتم: “لن اتذكرك الا في اجمل صورك كما يليق بك
انت اليوم في مكان افضل بلا الم ولا اوجاع
روحك ترفرف في قلبي دائما وداعاً أبو البر كما كنا نخاطبك دوماً وداعا يا حبيبي
وداعا إبراهيم ياخور..شيخ الصحافة الاستقصائية
كما نعى صحفيون سوريون، ونقابة الفنانين فرع دمشق، واتحاد الصحفيين في سوريا، الإعلامي إبراهيم ياخور..
اتحاد الصحفيين في سوريا وصف عبر منشور على “فيسبوك” إبراهيم ياخور بأنه “أحد الأساتذة الذين تركوا أثرًا في عالم الإعلام، وهو من رواد الصحافة الميدانية”.
ونشر عدد من الكتاب والصحفيين السوريين منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، نعوا فيها وفاة من وصفوه ” شيخ الصحفيين الاستقصائيين السوريين”.
فقد رثى الكاتب “حسن م يوسف” الراحل إبراهيم ياخور عبر حسابه “فيسبوك”:
يا للخسارة الفادحة!
اعرف الإعلامي القدير والصديق العزيز إبراهيم ياخور منذ قرابة نصف قرن ، وقد كان دائما افضل وأنبل وأنظف من كتب تحقيقا في الصحافة السورية ، كما كان اجرأ من قدموا تحقيقات استقصائية للتلفزيون ، وقد كان في كل ما قام به جريئا نزيها وسوريا وطنيا نظيف اليد والقلب واللسان. بارتقاء إبراهيم ياخور، يضاف قسم من بقايا روحي للغياب.
وباسم تربية دمشق وأسرة مكتبة دمشق التربوية، وجه الفنان التشكيلي “موفق مخول” أحر التعازي لعائلته، ولا سيما أن الراحل. قد أهدى مكتبته الخاصة لمكتبة “دمشق” منذ أربع سنوات، بما فيها من كتب قيمة”.
من هو إبراهيم ياخور؟
إبراهيم ياخور إعلامي سوري ولد باللاذقية في 31 من آب 1943، عمل مذيعًا ومقدم برامج في التلفزيون السوري بين عامي 1986 و2003.
بدأ “ياخور” عمله في الصحافة مع جريدة “تشرين” التي احتضنت صفحاتها تحقيقاته الاستقصائية
واصل “ياخور” تقديم تحقيقاته الاستقصائية عن مختلف القضايا في الصحافة الورقية قبل أن ينضم في العام 1986 للعمل في التلفزيون السوري، وكان لبرنامجه “ملفات حارّة” أصداء واسعة لما حمله من مواجهة لملفات فساد أو تقصير خدمي.
ففي عام 1992، عُرض برنامجه “ملفات حرة”، وفي وقت لاحق أُطلق البرنامج مجددًا باسم “ملفات حارة” عام 2001، وهو من أهم البرامج التي تسلّط الضوء على مكامن الخلل والفساد في سوريا.
كما كان صاحب فكرة برنامج “نقطة تقاطع” ومشرفاً عليه، والذي عرض عبر التلفزيون السوري حين كان “ياخور” مستشاراً لمشروع التحديث المؤسساتي والقطاعي.
مسيرة حافلة لـ”ياخور” أنجز فيها عشرات التحقيقات الاستقصائية سواءً عبر صفحات الجرائد مثل “تشرين” و ”الثورة” أو من خلال برنامجه التلفزيوني، فضلاً عن عمله كمدرّب في شبكة “إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية أريج” منذ 2007.
حاول ياخور نقل خبرته وتجربته للأجيال عن طريق عمله مدربًا في “شبكة إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية” (أريج)، بين عامي 2007 و2023.
تتبع مسيرة “إبراهيم ياخور” في الصحافة الاستقصائية لا يظهر فقط ريادته على مستوى هذا النوع من العمل الصحفي في “سوريا” فقط، بل الحاجة إلى هذه النماذج من المشتغلين في الصحافة والباحثين عن الحقيقة وكشف ما يراد له أن يُستر في وقتٍ تفتقر فيه الصحافة السورية حالياً إلى تحقيقات استقصائية تتحرّى الدقة والحقيقة وتأخذ صداها في الشارع.
وداعا إبراهيم ياخور..شيخ الصحافة الاستقصائية
الدراما في حياة إبراهيم ياخور
إبراهيم ياخور هو والد الممثل السوري باسم ياخور، إلا أن الوالد الذي كانت له مساهمات في عالم الدراما لم يكن له نصيب الشهرة الذي حظي بها ولده.
كانت له أدوارٌ قليلة في عالم الفن حيث شارك في عدة أعمال تلفزيونية، أبرزها: “التحقيق: النظارة المكسورة” من إخراج “محمد عزيزية” وتأليف “مروان خليل”، بالإضافة لمشاركته بمسلسل “الفندق” من إخراج “عماد سيف الدين” وتأليف “مازن طه”، وشارك في السهرة التلفزيونية بعنوان “نهاية سعيدة” عام 1996 من إخراج “مأمون البني” وتأليف “ريم حنا”.
كما شارك في مسلسل: “حمام القيشاني- الجزء الثاني” عام 1997، من إخراج هاني الروماني، بدور مسؤول حزبي.
وفي ظهور تلفزيوني آخر شارك في مسلسل “عودة غوار” عام 1998، و ”حمام أبو الهنا” الذي صدر عام 1996 ولعب شخصية “الأستاذ مفيد”، بالإضافة إلى مشاركته في مسلسل “الفندق”.
وكتب سيناريو مسلسل “أزهار الشتاء” الذي عُرض عام 2001، ويتحدث العمل عن واقع دور المسنين، وشارك فيه العديد من الفنانين السوريين مثل رفيق سبيعي، وسليم صبري، وأنطوانيت نجيب، ونجاح حفيظ.. و أحدث ضجه كبيره وتابعه الكثير في سوريا و الوطن العربي.
حصل إبراهيم ياخور في عام 2016 على شهادة في كتابة السيناريو من “أكاديمية نيويورك للأفلام”.
وداعا أيها الراحل الكبير.. كل الدعاء بأن يتغمدك الله بواسع رحمته
الإعداد: شهناز بيشاني
صفحتنا على فيس بوك – قناة التيليغرام – تويتر twitter