“لا أملك الطاقة”.. رئيسة وزراء نيوزيلندا تفاجئ الجميع باستقالتها

فاجأت رئيسة وزراء نيوزيلندا “جاسيندا أردرن” الخميس، بلادها بإعلانها أنها ستستقيل من منصبها الشهر المقبل، مؤكّدةً أنها لا تملك “ما يكفي من الطاقة” لمواصلة الحكم بعد خمسة أعوام ونصف العام في السلطة، وذلك قبل تسعة أشهر من الانتخابات التشريعية.
وقالت “جاسيندا أردرن” وهي تبكي في رسالة مؤثرة إلى شعبها: “كوني رئيسة للوزراء كان أعظم شرف في حياتي وأود أن أشكر النيوزيلنديين على الامتياز الهائل لقيادة البلاد على مدى السنوات الخمس والنصف الماضية”، حسب وكالة “د ب أ”.
وأضافت أردرن البالغة من العمر 42 عاماً: “مع تولي مثل هذا الدور المتميز تأتي المسؤولية، بما في ذلك مسؤولية معرفة متى تكون الشخص المناسب للقيادة، وأيضاً عندما لا يكون كذلك”، مؤكدة أن هذا الدور أخذ منها الكثير، وأضافت: “لا يمكنك ولا ينبغي لك القيام بالمهمة ما لم يكن لديك خزان ممتلئ، إضافة إلى احتياطي قليل لتلك التحديات غير المخطط لها وغير المتوقعة التي تأتي حتماً”.
وقالت أردرن إنه إضافة إلى القضايا الطويلة الأجل مثل الإسكان وفقر الأطفال وتغير المناخ، كان عليها أيضاً التعاطي مع هجوم إرهابي محلي وثوران بركاني وجائحة وأزمة اقتصادية تلت ذلك، مشيرة إلى أن “القرارات التي كان لا بد من اتخاذها كانت ثابتة وثقيلة”، وأردفت: “أعرف ما تتطلبه هذه المهمة، وأعلم أنه لم يعد لدي ما يكفي في الخزان لتحقيق العدالة.. الأمر بهذه البساطة”.
رئيسة وزراء نيوزيلندا أصغر رئيسات الحكومات في العالم
ستغادر “أردرن” منصبها الحكومي بعد خمس سنوات قضتها في الخدمة منذ انتخابها عام 2017، وهي أصغر رئيسات الحكومات في العالم حينذاك، والثانية فقط التي تصبح أماً وهي ما تزال في منصبها.
خلال عهدها، واجهت أزمة وباء “كوفيد-19” وثوران بركان دامٍ وأسوأ هجوم شهدته البلاد على الإطلاق هو مجزرة كرايستشيرش العام 2019 التي أسفرت عن مقتل 51 مسلماً في مسجد على يد أسترالي ينتمي إلى جماعة تؤمن بتفوق العرق الأبيض.
وتحظى “أردرن” بشعبية كبيرة في الخارج وقد ظهرت على غلافَي مجلتَي “فوغ” و”تايم”، كما أنها تمّتعت لفترة طويلة بنسبة تأييد قياسية في نيوزيلندا، لكن شعبيّة حزبها وشعبيّتها الشخصية في استطلاعات الرأي تراجعت مؤخراً، في وقت كان الوضع الاقتصادي يتدهور والمعارضة اليمينية تستعيد قوّتها.