سرّك بـ ” الكراج “! .. بشار جرار – واشنطن

ما عادت البئر المستودع الحصين للسر، كما في العامية: “سرَّك ببير”.. صارت الأسرار كلها في ولاية أوباما الثالثة، إدارة بايدن، في الكراج في منزله بولاية ديلاوير على بعد مئات الأميال من البيت الأبيض!.
ليته سر فخامته الخاص، تلك مجموعة من أسرار تتعلق بأوكرانيا وبريطانيا وإيران بحسب ما تكشف عن ثلاث دفعات من الوثائق السرية التي كانت متاحة لاطلاع سيادته الخاص كنائب للرئيس الأسبق باراك حسين أوباما.
أي حال هذا الذي أوصل فيه التناحر الحزبي في أمريكا رئيسين: السابق دونالد ترامب، والحالي جو بايدن إلى التحقيق الخاص، القضائي والأمني؟ هل المشكلة في فهمهما لكيفية تعريف الوثائق السرية والتعامل معها، أم أن المشكلة أعمق وتذكّر بما قامت به وزيرة الخارجية والمرشحة الرئاسية السابقة هيلاري كلينتون عندما قامت بشطب أكثر من ثلاثين ألف رسالة إلكترونية على “سيرفر” خادم حاسوبي خاص قبل سنوات فيما عرف بعدها بفضيحتي “بنغازي غيت” وإيميلات هيلاري!.
وما هذا التوقيت العجيب في تمكن الصحافة المحترفة من كشف فضائح من هذا النوع؟ لم هذا الارتباط العجيب بالانتخابات؟ كيف أظهر تواطؤ صار مفضوحا بين صحافة الـ “مين ستريم” والـ “بيغ تيك” (غوغل وآبل)، وبعض منصات التواصل الاجتماعي (فيسبوك وتويتر ما قبل آلون ماسك) والـ “إف بي آي”، كيف أظهر ذلك التواطؤ -الذي ما زال يشكك به البعض- ما يسمى الدولة العميقة والمؤسسات التقليدية وأدوات صنع القرار في ما سماه ترامب “مستنقع واشنطن”؟.
في خضم الحملة الانتخابية الرئاسية 2020 حجبت فضيحة هنتر بايدن بكل ما تضمنه لابتوب ابن بايدن الذي قد يكون من بين المطلعين على تلك الوثائق في مكتبة البيت أو الكراج! وفي خضم الانتخابات التمهيدية -التجديد النصفي- قبل ستة أيام من الاقتراع، حجبت أيضا فضيحة الكراج!.
الطامة الكبرى في حقيقة الأمر ليست “الوثائق” المحمية في جوارها سيارة الـ “كورفيت” التي يقتنيها الرئيس، فما يستدعي تحقيق مجلس النواب كما أكد رئيسه الجديد العتيد كيفين مكارثي، هو مركز “بين بايدن” حيث تم كشف الدفعة الأولى من الوثائق المسربة.
تلك الشراكة بين جامعة بنسيلفانيا وجو بايدن من جهة، والتبرعات السخية التي تغدق فيها الصين على الجامعة من جهة أخرى..
صدقت العرب: صدرك أوسع لسرك .. وقد تكون فضائح التسريب ليست أكثر من “فضفضة” لنفض اليدين من مرشح “رئاسي” ما، أو طرفا دولياً في حرب تكاد تبلي العالم كله بحرب فناء نووي ..
وكما يقال في اللهجة السورية: استروا ما شفتوا منّا!..
إقرأ أيضاَ .. اليمين الأمريكي: نحن هنا ..
إقرأ أيضاً .. “تنذكر وما تنعاد”! ..
*كاتب ومحلل سياسي – مدرب مع برنامج الدبلوماسية العامة في الخارجية الأميركية ..
المقال يعبر عن رأي الكاتب ..