الإمارات ضمن المناطق الواعدة لنمو قطاع تحلية المياه

كشفت القمة العالمية لطاقة المستقبل عن تقرير جديد يسلّط الضوء على الدور الأساسي الذي تلعبه تحلية المياه ومعالجة مياه الصرف الصحي والتحول الرقمي في نمو قطاع المياه بمنطقة الشرق الأوسط.
وصنّف التقرير الذي نشره مركز ’’فروست آند سوليفان’’ للأبحاث والاستشارات بتكليف من منظمي القمة كلاً من الإمارات والسعودية وتركيا باعتبارها مناطق واعدة لنمو قطاع تحلية المياه، ويشير التقرير إلى قدرة منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا الرائدة في مجال تحلية المياه، والتي تضم 48% من القدرة التشغيلية لهذا القطاع على مستوى العالم على تحقيق مزيد من النمو اللازم لمواجهة التحديات المرتبطة بشح المياه الجوفية وانخفاض حصة الفرد والحاجة المتزايدة للمياه.
ويبيّن التقرير توجه المنطقة بشكلٍ متسارع إلى تحلية المياه، بالاعتماد على محطات التناضح العكسي التي تعمل بمصادر الطاقة المتجددة، عوضاً عن تقنيات التحلية بالحرارة التي تستهلك كثيراً من الطاقة، ويستعرض التقرير فرص النمو في قطاع معالجة مياه الصرف الصحي، من خلال اعتماد حلول التصريف عديم السوائل الذي يتيح استخلاص المياه الصالحة للاستخدام والمواد المُعالجة من مياه الصرف الصحي، قبل تحويلها إلى نفايات صلبة دون إلحاق أيّ أذى بالبيئة.
ومن المتوقع أن يحقق قطاع التصريف عديم السوائل في منطقة الشرق الأوسط نمواً سنوياً مركباً بـ 8 % حتى عام 2025 ومن الممكن أن تصل عوائده حينها إلى 100 مليون دولار.
فرص النمو..
تتميز الإمارات بقدرتها على تحقيق نمو طويل الأمد بفضل مشاريعها المتطورة في قطاع المياه، وأشار التقرير إلى خطة الدولة في استثمار ما يقارب /2.08/ مليار دولار ضمن قطاع تحلية المياه لرفع نسبة معالجة المياه إلى 95 %، وإلى فرص النمو الهائلة للقطاع الخاص في السعودية ودوره في تلبية الحاجة المتزايدة للمياه، وذلك نتيجة التنوع الاقتصادي والنمو السكاني والتوسع الحضري فيها.
وتواصل المملكة استثماراتها الضخمة في قطاع معالجة مياه الصرف الصحي وتزويدها بالبنية التحتية اللازمة لإعادة تدوير المياه وإعادة استخدامها، ومن المتوقع أن تصل قدرتها على تحلية المياه إلى /7.5/ ملايين متر مكعب يومياً بحلول عام 2027، بالمقارنة مع قدرتها الحالية التي تزيد على /3/ ملايين متر مكعب يومياً، كما استثمرت الحكومة في إنشاء /147/ محطة معالجة لمياه الصرف الصحي على امتداد المملكة، إلى جانب شبكات صرف تمتد على طول /15/ ألف كيلومتر تقريباً.
من جانبها، تواجه تركيا عدداً من التحديات نظراً لاستخدام المياه بشكلٍ يفتقر إلى الكفاءة ضمن مختلف القطاعات، ومنها قطاع الزراعة، ما أدى إلى استنزاف كبير للموارد المائية، ويشير التقرير إلى سعي تركيا المتواصل لتطوير مزيد من أنظمة المياه ومعالجة مياه الصرف الصحي لتلبية الطلب المتزايد على المياه، كما يوضح إمكانية الاعتماد على تقنيات التصريف عديم السوائل والتناضح العكسي لتحقيق خطة التطوير التي تهدف تركيا من خلالها، إلى رفع نسبة معالجة مياه الصرف الصحي إلى 5 % بحلول نهاية عام 2023.
جاء التقرير قبل انطلاق فعاليات معرض ومنتدى المياه في الموقع ذاته للقمة العالمية لطاقة المستقبل التي تقام في إطار فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة، وتستضيفها شركة مصدر في مركز أبوظبي الوطني للمعارض بين 16 و18 يناير (كانون الثاني) الجاري.
وينضم إلى المنتدى مجموعة من الخبراء المتميزين على مستوى المنطقة والعالم، للمشاركة في سلسلة من العروض التقديمية وحلقات النقاش حول القضايا الملحة في قطاع المياه بالمنطقة، ووضع خطة واضحة لتحقيق الحياد المناخي، ويلقي الكلمة الافتتاحية المهندس يوسف آل علي الوكيل المساعد في وزارة الطاقة والبنية التحتية في دولة الإمارات.
مواجهة التحديات..
لين السباعي رئيسة القمة العالمية لطاقة المستقبل والمدير العام لشركة آر إكس الشرق الأوسط المنظمة للفعالية، قالت: يتطرق المنتدى إلى جميع المشكلات التي ذكرها تقرير مركز ’’فروست آند سوليفان’’، والذي يقدم لنا ما نحتاجه من معلومات لمواجهة التحديات غير المسبوقة التي يواجهها هذا القطاع، مضيفة أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحتضن 6.3% من التعداد السكاني العالمي، وتشهد زيادةً كبيرةً في الحاجة إلى المياه نتيجة الازدياد المتسارع في عدد السكان.
وتشكل هذه المنطقة أكثر المناطق شحاً في المياه على مستوى العالم حيث لا تتعدى نسبة الموارد المائية العذبة فيها 1.4 %، وتسعى الدول على امتداد المنطقة إلى إيجاد تقنياتٍ عاجلة لتوفير المياه، وإدارتها بشكل صحيح وتخفيف الأزمات التي يمكن أن تنجم عنها مستقبلاً في هذا القطاع.
كما يهدف منتدى المياه إلى المضي قدماً بالجهود الرامية إلى تحقيق الأمن المائي على مستوى المنطقة والعالم، وتسهيل الشراكات مع القطاعين العام والخاص من أجل تعزيز الابتكار والاستدامة في قطاع المياه في المنطقة، ومن المقرر أن تقام القمة العالمية لطاقة المستقبل في مجال طاقة المستقبل والاستدامة خلال شهر يناير (كانون الثاني) الجاري في أبوظبي.
المصدر: البيان