تويتر يعلق حسابات صحفيين من مؤسسات كبرى دون سابق إنذار

دون أي إنذار مسبق علقت منصة تويتر ليل أمس الخميس سلسلة من الحسابات لصحفيين يغطون شؤون المنصة ومالكها الجديد إيلون ماسك.
يأتي هذا التعليق لحسابات الصحفيين بسبب “انتهاكهم قواعد النشر على تويتر” باستقائهم معلومات شخصية عن ماسك ونشرها على الملأ، والحسابات المعلقة تتبع لصحفيين في كبرى المؤسسات الصحفية كنيويورك تايمز وسي إن إن وواشنطن بوست.
يقول الإشعار الذي يظهر على الشاشة عند محاولة تصفح الحسابات المعلقة: “حساب معلق.. يعلق تويتر الحسابات التي تنتهك قوانينه”.
وأثار الخبر السخط بسبب تعهدات سابقة لماسك أنه سيجعل تويتر ملاذاً “لحرية التعبير الصحي والفعال” منذ أن عرض شراء الشركة، قائلاً إنه “ضد الرقابة التي تتجاوز القانون”. كما قال في تغريدة في نيسان/ أبريل إنه يأمل ببقاء حتى أسوأ منتقديه على المنصة، لأن هذا هو ما تعنيه حرية التعبير، مضيفاً أنه “إذا أراد الناس تقويض حرية التعبير، فسوف يطلبون من الحكومة إصدار قوانين بهذا المعنى.. لذلك، فإن تجاوز القانون يتعارض مع إرادة الشعب”.
ما الحسابات المعلقة؟
– مراسل نيويورك تايمز للشؤون التكنولوجية ريان ماك.
– مراسل شؤون التكنولوجيا في واشنطن بوست درو هارويل.
– الصحفي آرون روبار.
– مراسل شبكة سي إن إن CNN للسياسة والتكنولوجيا دوني أوسوليفان.
– مراسل التكنولوجيا في ماشابل Mashable مات بيندر.
– المعلق الرياضي والسياسي كيث أولبرمان.
– مراسل التكنولوجيا في إنترسبت Intercept ميكا لي.
– كبير المراسلين الوطنيين لصوت أمريكا ستيف هيرمان.
ما السبب المعلن وراء التعليق؟
ركزت العديد من التغريدات أو المواضيع الصحفية الأخيرة لهؤلاء المراسلين على ماسك وتويتر، ورداً على تغريدة حول الإيقاف، أشار ماسك إلى أن الحسابات انتهكت سياسة doxxing على تويتر (استقاء المعلومات والوثائق الحساسة المتعلقة بالأشخاص أو المؤسسات وإعادة نشرها على الملأ) والتي كُشف عنها الأربعاء الماضي بعد تعليق حساب كان يتتبع نشاط طائرته الخاصة.
يُزعم أن العديد من حسابات الصحفيين الموقوفة نشرت روابط تحيل إلى موقع متعقب لطائرة ماسك، وكتب ماسك على موقع تويتر “تنطبق قواعد استقاء المعلومات الحساسة « doxxing » على الصحفيين كما تنطبق على أي شخص آخر”، وقال “الحسابات المنخرطة في استقاء المعلومات تُعلّق مؤقتاً مدة 7 أيام”.
شبكة “سي إن إن”، في بيان لها رداً على خطوة تويتر قالت: إن التعليق المتسرع وغير المبرر لعدد من المراسلين، بمن فيهم دوني أوسوليفان من شبكة سي إن إن، مثير للقلق ولكنه ليس مفاجئاً، وأضاف البيان أن عدم الاستقرار والتقلب المتزايد في تويتر يجب أن يشكلا مصدر قلق كبير لكل من يستخدم المنصة، وذكر البيان أن الشبكة طلبت من تويتر توضيحاً بشأن إيقاف حساب مراسلها.
أيضاً دعت سالي بوزبي، المحررة التنفيذية في صحيفة واشنطن بوست في بيان إلى إعادة حساب مراسل المؤسسة درو هارويل على تويتر على الفور، قائلة إن تعليق الحساب “يقوّض بشكل مباشر ادعاء إيلون ماسك أنه يعتزم تشغيل تويتر كمنصة لحرية التعبير”، وأضافت بوزبي أن هارويل “أُبعد من تويتر دون سابق إنذار أو إجراء أو تفسير بعد تقاريره الدقيقة عن ماسك”.
ووصف متحدث باسم صحيفة نيويورك تايمز تعليق الحسابات بالأمر الـ “مشكوك فيه” والـ “مؤسف”، وقال المتحدث في بيان “لم تتلق التايمز ولا (مراسلها) رايان ماك أي تفسير لما حدث”، مضيفاً أن الصحيفة “تأمل أن تتم إعادة حسابات الصحفيين وأن يقدم موقع تويتر تفسيراً مُرضياً لهذا الإجراء”.
يذكر أن ماك أنشأ حساباً جديداً على تويتر باسم “Silenced Ryan Mac” (ريان ماك الذي أُسكت)، في إشارة إلى تعليق حسابه الأصلي دون أي تحذير، إلا أنه يبدو أن الحساب الجديد عُلّق لاحقاً كذلك.
أما آرون روبار فكتب في منصة سبستاك Substack ليل أمس الخميس: “ليس لدي أية فكرة عن القواعد التي زُعم أنني انتهكتها. لم أسمع أي شيء من تويتر على الإطلاق”، وأشار إلى أنه غرد الأربعاء الماضي عن حساب ElonJet إيلون جيت الذي تم تعليقه كذلك من قبل تويتر.
تجدر الإشارة إلى أن تويتر علق أيضاً حساب ماستودون Mastodon (برنامج مجاني ومفتوح المصدر لتشغيل خدمات الشبكات الاجتماعية ذاتية الاستضافة) يوم أمس الخميس، بعد أن قام الأخير بتغريد رابط لحساب تتبع الطائرة على منصته الخاصة، وفقاً لموقع تيك كرانش TechCrunch المعني بشؤون التكنولوجيا المتقدمة والشركات الناشئة.
ليس من الواضح إلى متى ستستمر هذه الإيقافات، فماسك قال إنه لا يؤمن بحظر الحسابات بشكل دائم، كما قال في تغريدته عن الموضوع أن التعليق سيكون مدة 7 أيام.