طالبان تمنع بث الخدمة الأفغانية لإذاعة أوروبا الحرة

أعلنت حركة طالبان منع بث الخدمة الأفغانية لإذاعة أوروبا الحرة بسبب “عدم التزامها مبادئ العمل الصحافي”، في قرار دانته هذه المحطة الإذاعية التي يمولها الكونغرس الأميركي.
وتبث خدمة “آزادي” أي “الحرية” بلغتي الداري والبشتون برامج تعليمية مخصصة جزئياً للفتيات الأفغانيات الممنوعات من دخول المدارس منذ تولي طالبان السلطة العام الماضي.
وحسب وكالة الصحافة الفرنسية كتب المسؤول في وزارة الإعلام في طالبان عبد الحق حماد في تغريدة على تويتر أن آزادي، إذاعة أفغانستان الحرة، منعت من البث “بسبب عدم التزامها مبادئ العمل الصحافي و(بسبب) تغطيتها الأحادية الجانب”.
وأكدت إذاعة أوروبا الحرة/ راديو ليبرتي التي يمولها الكونغرس الأميركي لكنها مستقلة تحريرياً، حظر بثها على الموجتين الطويلة والقصيرة، مؤكدة أنها تبحث عن طرق أخرى لإيصال خدمتها للأفغان بطرق أخرى، وقال رئيس المحطة الإذاعية جيمي فلاي في بيان إن “آزادي شريان حياة لعشرات الملايين من الأفغان وهذا ما يجعل قرار طالبان أكثر خطورة”، وأكد أن الهيئة “لن تغير خطها التحريري لتلبية مطالب طالبان من أجل البقاء على الهواء”. وأضاف “نحن نعلم من التجربة أن جمهورنا يبذل جهوداً كبيرة للعثور علينا”.
وبدأت الإذاعة بثها بعدما أطاحت الولايات المتحدة نظام طالبان من السلطة إثر هجمات 11 ايلول 2001، وقد أغلقت مكتبها في أفغانستان بعد عودة الحركة إلى السلطة في آب 2021 والانسحاب المتسرع للقوات الأميركية من البلاد، وواصلت آزادي العمل من خارج أفغانستان بما في ذلك عبر برامج للفتيات من سن السابعة إلى الثانية عشرة وتغطية محنة النساء والفتيات ومجتمع المثليين في ظل حكم طالبان.
وفي وقت سابق من الشهر قالت الأمم المتحدة، إن الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها سلطات الأمر الواقع لحـركة طالبان، والتي تستهدف النساء والفتيات تعمق الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان والحريات الخاصة بهن، والتي تعد بالفعل الأكثر قسوة على مستوى العالم، وقد ترقى إلى مستوى الاضطهاد الجنسي، وجريمة ضد الإنسانية.
جاء ذلك في بيان للمنظمة الأممية نشرته على موقعها الرسمي بالتزامن مع الاحتفال بـ “اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة”، والذي يصادف 25 تشرين الثاني من كل عام، وأضافت الأمم المتحدة “في الأشهر الأخيرة، ازدادت بشكل حاد انتهاكات الحقوق والحريات الأساسية للنساء والفتيات في أفغانستان، وهي بالفعل الأشد خطورة وغير المقبولة في العالم.. في حين أن الفتيات ما زلن مستبعدات من التعليم الثانوي، فقد تم منع النساء من دخول الأماكن العامة مثل الحدائق وصالات الألعاب الرياضية، وفي منطقة واحدة على الأقل، مُنعت الشابات مؤخرا من دخول جامعاتهن”.
وتابعت “كما أن حظر دخول النساء إلى المتنزهات يحرم الأطفال من فرصة الترفيه وممارسة الرياضة وحقهم في اللعب والأنشطة الترفيهية.. إن حبس النساء في منازلهن هو بمثابة سجن ومن المرجح أن يؤدي إلى زيادة مستويات العنف المنزلي وتحديات الصحة العقلية”.
وقالت الأمم المتحدة، إن تعرض الرجال المصاحبين لنساء ترتدين ملابس ملونة، أو دون غطاء للوجه، للضرب المبرح على أيدي ضباط حـركة طالبان، يشعرها “بقلق عميق من أن هذه الإجراءات تهدف إلى إجبار الرجال والفتيان على معاقبة النساء والفتيات الذين يقاومون محو طالبان لهن، مما يزيد حرمانهن من حقوقهن، وتطبيع العنف ضدهن”.