تحذيرات في تونس من جرثومة “شيغيلا”

سجلت السلطات الصحية في تونس خلال الأيام الأخيرة، تزايداً في عدد الإصابات بجرثومة “شيغيلا” (shigella sonnei)، التي ظهرت من جديد، خصوصاً في صفوف الأطفال، في عدد من مناطق البلاد، وذلك بعد سنوات من اختفائها.
الأعراض والعدوى..
أعراض الإصابة بجرثومة الجهاز الهضمي، تظهر عبر:
الإسهال الحاد والدموي في بعض الأحيان وآلام البطن الشديدة والحمى والغثيان.
تنتقل الجرثومة عبر لمس الأشخاص المرضى أو استخدام مياه ملوثة.
الجرثومة في تونس..
في هذا الصدد، قال المتخصص في علم الفيروسات، الدكتور عبد الحليم الطرابلسي، في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”: “شيغيلا” هي بكتيريا تصيب الجهاز الهضمي وتسبب الإسهال، وقد كانت منتشرة في الثمانينيات والتسعينيات في تونس، قبل أن تغيب لسنوات.. “كانت تعتبر من الأمراض الخطيرة التي تسبب الجفاف لدى الأطفال، ومضاعفات صحية خطيرة، وتؤدي إلى لوفاة، لكن تحسن ظروف الحياة، خصوصاً جودة المياه، أدى إلى انحسارها بشكل كبير، كونها تنتقل عبر المياه الملوثة أو الخضار والغلال المروية بالمياه الملوثة”.
لماذا عادت الجرثومة إلى تونس؟.. للإجابة عن هذا السؤال، أوضح المتخصص في علم الفيروسات: “شيغيلا عادت إلى الظهور في تونس منذ نحو شهر، حيث سجلت المختبرات أكثر من 200 حالة في عدد من المحافظات، أغلبها في صفوف الأطفال، لكن العدوى انتقلت أيضاً لبعض كبار السن.. درجة الخطورة لدى المصابين بالجرثومة والخاضعين للعلاج ليست عالية، وتتم مداواتها عبر المضادات الحيوية، لكنهم لاحظوا أنها أصبحت شديدة المقاومة للأدوية والمضادات، مقارنة بما كانت عليه قبل سنوات.. من المرجح أن الجرثومة التي نقلت العدوى مستوردة، لأن الحالات التي كانت ترصد في تونس كانت أيسر في المعالجة عبر المضادات الحيوية”.
الوقاية..
“شيغيلا تأتي بسبب التلوث، وتنتقل عبر اللمس، ودرجة العدوى بها تصنف خفيفة في الوقت الراهن”، وفق الطرابلسي، “لا تخلّف الجرثومة صعوبات سريرية مستعصية، لكنها تبدو شديدة المقاومة للمضادات الحيوية وتسبب مضاعفات صعبة، خصوصاً لدى المسنين الذين يعانون من أمراض مزمنة، والأطفال دون 5 سنوات”.
أضاف: “لا يمكن مقاومة الجرثومة في غياب اللقاح المضاد، إلا بالنظافة، خصوصاً نظافة مياه الشرب، لأنها من الفيروسات المرتبطة بجودة العيش، لكنها تنتشر أيضاً في دول أوروبية، لأن العولمة سمحت للفيروسات بالتنقل السريع عبر انتشار العدوى بين الناس”.
من جانبه، أكد المختص في طب الأطفال، محمد الدوعاجي، أن “بعض دول العالم سجلت حالات وفاة بالجرثومة في صفوف الأطفال وكبار السن”، داعيا إلى “عدم التساهل في التعاطي مع علاجها، بعد أن أوصلت عدداً من الأطفال إلى العناية المركزة”.
وأعلنت وزارة الصحة التونسية في بيان، أن “الإصابات شديدة المقاومة ارتفعت في صفوف الأطفال“، مشددة على “ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية للحد من تفشي العدوى”، وذلك عن طريق:
ـ غسل اليدين بالماء والصابون باستمرار، خصوصاً قبل إعداد الطعام وبعده.
ـ الحرص على تقليم الأظافر ونظافتها.
ـ التخلص من حفاضات الأطفال المصابين في أكياس مغلقة.
ـ تطهير مكان تبديل الحفاضات بشكل جيد.
ـ عدم ممارسة السباحة إلى حين الشفاء التام.
ـ التخلص من الفضلات المنزلية بطريقة صحية وبشكل يومي.