ما لشام .. وانتخابات أمريكا! .. بشار جرار – واشنطن

ما عاد مستساغا هوس أي معارضة و بارانويا أي مرتزقة من أي نظام كان لحد شيطنة كل ما لم يؤيدهم بالمطلق فيما فعلوا ببلادهم التي يجب أن تبقى أكبر وأغلى وأبقى من أي نظام و أي معارضة.
لا بل و صار مسخاً تنطّع البعض بالربط بين عالم الرياضة والغناء والثقافة وحتى الصحة والطفولة وبين صورة نظام لم تستطع تلك المعارضة إسقاطه بكل ما أوتيت من دعم عالمي غير مسبوق مالياً وإعلامياً و”دينياً” واستخبارياً وعسكرياً.
ما أنا بصدده مرض ابتلينا فيه في الوطن والمهجر من قبل بعض النظم وجميع المعارضات! وما دفعني إلى كتابة هذه السطور سجال تم إقحامي به أكثر من مرة في مناسبات عديدة أحدثها شام البكور الطفلة اليتيمة السورية التي توجت في دبي ملكة هي وأمها الأرملة على منافسيها في مسابقة القارئ العربي.
ما لهم لا يقرأون؟ أولئك الذين اعتبروا هذه اللحظة الإنسانية السامية “ترويجاً” لسورية أو للإمارات، فاستلوا سيوفهم السامة من غمد غدرهم طعناً بالنجاح، ودسّوا خناجر حناجرهم في تايم لاين ملأ الدنيا فرحا بشام، وجبر خاطر أم شام، ولحظة رجاء وأمل أبرقت من دبي إلى حلب الشهباء لتنير ما حولها إلى وراء حدود “الطامعين” الجدد، أحفاد وعملاء “الغادرين” قروناً خلت..
القابعون في عواصم أوغلت في حسدها حقداً على سورية بتائها المربوطة وألفها الممدودة، لم يفرحوا لشام وشمتوا بمرشح أمريكي خسر مقعد مجلس الشيوخ لأنه من الحزب الجمهوري. لم تشفع للطبيب الجرّاح مهاميت (محمد) أوز خبراته الطبية ونجوميته الإعلامية وحتى أصوله التركية المسلمة ما دام من “الأعداء” الجمهوريين من داعمي إسرائيل! وكأن منافسه الرابح جون فيتيرمان الذي استمات رئيسان ديموقراطيان في دعمه (باراك حسين أوباما وجو بايدن) يناصبان إسرائيل العداء!! أما قرأوا خبر اتصال وترحيب “الطيب” رجب طيب إردوغان بفوز بنيامين نتانياهو أطول رؤساء إسرائيل خدمة والعامل الآن على تشكيل أكثر حكومة يمينية ودينية في تاريخها..
متى يتعلم أولئك “الصغار” من شام البكور القراءة؟ متى يعملون على محو أميتهم المقيتة؟ متى يفقهون أن عشقنا نحن الذين لا نحمل الجنسية السورية للعملاق صباح فخري ونور مهنا وجورج وسّوف والراحلة الأيقونية الحلبية ميادة بسيليس يعود في جذوره إلى من علّم هذه المنطقة المكلومة والبشرية كلها الموسيقى والترانيم، مار إفرام السرياني، السورياني، السوري..
إقرأ أيضاَ .. إحصاءات، دراساات، استطلاعااات للبيع! ..
إقرأ أيضاً .. طاق .. طاق .. طاقية!؟..
*كاتب ومحلل سياسي – مدرب مع برنامج الدبلوماسية العامة في الخارجية الأميركية ..
المقال يعبر عن رأي الكاتب ..