هدنة أفريقية تنهي الصراع بين إثيوبيا وجبهة تيغراي

أعلن الاتحاد الإفريقي أن الأطراف المتحاربة في إثيوبيا، وعلى رأسها الحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير تيغراي، توصلت إلى اتفاق لوقف القتال.
وقال الوسيط الإفريقي بمحادثات السلام الإثيوبية إن “توقيع الاتفاق على وقف لأعمال العدائية في إثيوبيا هو تتويج لعامين من جهودنا”.
وأضاف “اتفاق وقف الأعمال العدائية بين الطرفين يسمح باستعادة الخدمات والمساعدات الإنسانية، والاتحاد الإفريقي سيراقب الالتزام وسيشرف على تنفيذ اتفاق الهدنة بإثيوبيا”.
وكان الاتحاد الإفريقي قد أعلن في 25 أكتوبر الماضي انطلاق محادثات السلام بين وفدي الحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير إقليم تيغراي في جنوب إفريقيا، وذلك من أجل إيجاد حل سلمي ودائم لوقف الصراع المستمر منذ عامين في البلاد.
ومؤخرا، أعلنت جبهة تحرير تيغراي، استعدادها للانخراط في محادثات سلام جدية، تحت رعاية الاتحاد الإفريقي؛ فضلا عن وقف مشترك “للأعمال العدائية”.
وفي نهاية أغسطس الماضي، تبادلت جبهة تحرير تيغراي، والحكومة الإثيوبية، الاتهامات بالعودة إلى الأعمال القتالية، بعد نحو 5 أشهر من سريان الهدنة الإنسانية المعلنة.
وكانت الحكومة الإثيوبية أعلنت، في مارس الماضي، هدنة لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى إقليم تيغراي، ودعت إلى توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار مع جبهة تحرير تيغراي؛ وهو ما دعا إليه أيضا قادة الجبهة، لكنهما لم يوقعا بعد على الاتفاق.
واندلع النزاع في تيغراي، في نوفمبر 2020، وتسبب بسقوط آلاف القتلى ونزوح أكثر من مليوني شخص؛ عندما أرسل رئيس الوزراء أبي أحمد قواته إلى الإقليم، لإزاحة السلطات المحلية المنبثقة من جبهة تحرير تيغراي، التي تحدت سلطته لأشهر، واتهمها بمهاجمة قواعد عسكرية في الإقليم.
وتأسست جبهة تحرير تيغراي عام 1975 ووصلت إلى الحكم في العام 1991 بعد الإطاحة بنظام مينجيستو هيلي ماريام العسكري بعد 16 عاما من القتال.
وسيطرت على المشهد السياسي في إثيوبيا لنحو 27 عاما، قبل أن تطيح بها في عام 2018، ثورة شعبية اندلعت بإقليمي أوروميا وأمهرة أكبر أقاليم إثيوبيا سكانا ومساحة بعد مواجهات وحراك شعبي وصل أطراف العاصمة أديس أبابا.
وبعد الإطاحة بها، حاولت الجبهة اللجوء إلى السلاح لكنها قوبلت بحرب شرسة مع الحكومة الفيدرالية، وتمكنت بعد ذلك من اختراق إقليم أمهرة المجاور ووصلت إلى مشارف أديس أبابا بنحو أكثر من 100 كيلومتر، إلا أن الجيش الإثيوبي أجبرها على التراجع.
وفي أغسطس/آب الماضي حاولت الجبهة اختراق إقليم تيغراي من منطقة “قبو- راياط بإقليم أمهرة، لكنها فشلت، وتراجعت أمام الجيش الإثيوبي.