ترشح بتغريدة وفاز برئاسة الحكومة.. هل يحقق سوناك ما عجزت عنه تراس؟؟

بعد هزيمته في الصيف الماضي أمام ليز تراس، دقت ساعة الثأر بالنسبة لريشي سوناك الذي قضى على كل منافسة وبات رئيس الحكومة البريطانية الجديد، ليكون أول شخص غير أبيض يتولى هذا المنصب.
حتى محاولة عودة رئيسه السابق بوريس جونسون، المخضرم في السياسة، لم تستطع إيقافه، حشد الموظف الكبير السابق في بنك غولدمان ساكس ووزير المالية السابق البالغ 42 عاماً أغلبية هائلة من نواب حزب المحافظين الحاكم، بعد حملة خاطفة لم ينبس خلالها بكلمة علنا، مكتفياً بإعلان ترشحه عبر مجرد تغريدة.
وسيصبح وزير المال السابق ريشي سوناك رئيساً جديداً للحكومة البريطانية بعدما فاز في السباق إلى داونينغ ستريت الاثنين على أثر عدول بوريس جونسون عن الترشّح وفشل منافسته بيني موردونت في التأهّل.
وبذلك، سيدخل سوناك التاريخ كأول شخص غير أبيض يدير الحكومة في المملكة المتحدة، هذا الأخير حفيد مهاجرين من أصول هندية ومصرفي سابق ثري، سلك الطريق المعتاد للنخبة البريطانية.
ويأتي فوز النائب الذي أدى اليمين أمام البرلمان على البهاغافاد غيتا، وهو أحد النصوص الأساسية للهندوس، في الوقت الذي يحيي فيه الهندوس عيد الدويلي.
وقال المسؤول عن تنظيم الاقتراع غراهام برايدي “يمكنني أن أؤكد أنّنا تلقّينا ترشيحاً واحداً صالحاً فقط”، مضيفاً “هكذا انتخب ريشي سوناك زعيماً لحزب المحافظين”.
وبما أنّ حزب المحافظين يملك الأغلبية في مجلس العموم، يصبح سوناك رئيساً للحكومة، في مواجهة أزمة اجتماعية عميقة وفي ظلّ محاولة توحيد الأغلبية التي يرى فيها بعضهم أنها غير قابلة للإدارة بعد 12 عاماً على وجودها في السلطة.
بعد عطلة نهاية أسبوع شهدت مداولات مكثفة، أعلن سوناك ترشيحه الأحد قائلاً “أريد إصلاح اقتصادنا وتوحيد حزبنا وتقديم المساعدة لبلدنا”.
ولتمييز نفسه عن بوريس جونسون، وعد بـ”النزاهة والاحتراف والمسؤولية”.
بمجرد تسليم استقالة ليز تراس رسمياً إلى الملك تشارلز الثالث، سيكلّف الملك، ريشي سوناك بتشكيل حكومة جديدة، في إطار جدول زمني يجب توضيحه قريباً.
وستكون هذه المرة الأولى التي يقوم فيها الملك الجديد بتكليف رئيس حكومة، بعدما كان قد اعتلى العرش في الثامن من أيلول بعد وفاة والدته إليزابيث الثانية.
ويرث ريشي سوناك اقتصاداً بريطانياً كان في طريقه إلى الركود حتى قبل الاضطرابات الأخيرة التي أثارتها مقترحات رئيسة الوزراء المستقيلة ليز تراس.
واستقالت تراس، بعدما أثارت ميزانية قدمتها حول تخفيضات ضريبية ممولة من ديون، اضطرابات في الأسواق أسهمت في تراجع قيمة الجنيه الإسترليني، تسبب ذلك في تعديل الحكومة معظم أجزاء ميزانيتها، بما في ذلك تقليص سقف فواتير الطاقة المرتفعة التي أسهمت بشكل كبير في أزمة تكاليف المعيشة لعشرات الملايين من البريطانيين.
وأظهرت بيانات نشرت الاثنين تفاقماً في التباطؤ الاقتصادي في تشرين الأول، مع انخفاض إنتاج القطاع الخاص إلى أدنى مستوياته منذ 21 شهراً.
وبذلك، يصبح سوناك خامس رئيس للحكومة منذ إجراء الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في العام 2016، والذي فتح الباب أمام فصل طويل من الاضطرابات الاقتصادية والسياسية غير المسبوقة في المملكة المتحدة.
وكان سوناك قد خسر السباق إلى داونينغ ستريت هذا الصيف، والذي فازت فيه ليز تراس، إلّا أنّ هذه الأخيرة أعلنت استقالتها بعد 44 يوماً فقط على تسلّمها منصبها كرئيسة للحكومة، على أثر تأزّم الوضع في البلاد بسبب خططها الاقتصادية.
وتعهّد رئيس الوزراء البريطاني الجديد ريشي سوناك تحقيق “الاستقرار والوحدة” في المملكة المتحدة التي تواجه أزمة اقتصادية، بعد انتخابه .
وقال في أول تصريح بعد اختياره لمنصبه الجديد “نحتاج الى الاستقرار والوحدة، وجمع الحزب والبلاد سيكون أولويتي القصوى، إن المملكة المتحدة دولة عظيمة لكن لا شكّ في أننا نواجه تحدياً اقتصادياً عميقاً.