الحكم على أول قاصرين بموجب قانون الأمن القومي في هونغ كونغ

أول شخص يُدان بموجب قانون الأمن القومي الذي فرضته بكين على هونغ كونغ للقضاء على المعارضة، كان حكم بحق نادل بالسجن تسع سنوات، بتهمتَي الإرهاب بسبب صدمه ثلاثة عناصر من الشرطة بدراجة نارية، والانفصال لرفعه علم حركة الاحتجاج، غداة فرض قانون الأمن القومي.
وكانت هذه المحاكمة نقطة تحوّل شكّلت مؤشراً جديداً على تغيّر المشهد القانوني في المدينة وتأكيداً على أن بعض الشعارات السياسية المحظورة باتت تؤدي إلى عقوبات بالسجن لفترات طويلة.
واليوم وفي سابقة حكم قاض على أول قاصرين أدينوا بموجب قانون الأمن القومي في هونغ كونغ بالسجن في مركز تدريب، معتبراً أن دعوتهم لإطاحة الحكومة الصينية يجب أن تقابَل بردع.
وقالت المحكمة إن فتاة تبلغ 16 عاماً وثلاثة أشخاص يبلغ كل منهم 17 عاماً هم أعضاء في مجموعة غير معروفة ومؤيدة لاستقلال هونغ كونغ عن الصين وروّجت لانتفاضة عنيفة ضدّ الصين في الشوارع وعبر شبكات التواصل الاجتماعي العام الماضي.
ووجهت إليهم تهمة “التآمر للتحريض على التخريب” بموجب قانون الأمن القومي الذي فرضته بكين على هونغ كونغ للقضاء على المعارضة بعد الاحتجاجات الديموقراطية الضخمة والتي تحولت أحيانًا عنيفة في هونغ كونغ قبل ثلاث سنوات.
وقال القاضي كووك واي كين السبت إن رسالة المتهمين كان يمكن أن تجعل المتظاهرين السلميين عنيفين، رغم أنه أقر بعدم وجود دليل مباشر على تحريض أي شخص.
وأضاف “حتى لو كان هناك شخص واحد محرض، كان يمكن أن يتضرّر استقرار هونغ كونغ وسلامة سكانها بشكل كبير”.
والشهر الماضي، أقر الأربعة، الذين اختارت وكالة فرانس برس عدم ذكر أسمائهم لأنهم قاصرون، بأنهم مذنبون إلى جانب المدعى عليه الآخر كووك مان-هي (19 عاماً).
وحكم عليهم جميعا بالسجن حتى ثلاث سنوات في مركز تدريب هو مركز احتجاز يركز على إعادة التأهيل ويمكن أن يكون خيارًا عقابيا لمن تراوح أعمارهم بين 14 و20 عاماً.
وكانت المدعية العامة ستيلا لو قد قالت في جلسة استماع سابقة إن المجموعة نشرت رسائلها خارج محطات السكك الحديد المزدحمة وعقدت مؤتمرات صحافية وبثّت محتوى على الانترنت على مدى أربعة أشهر.
وقيل في المحكمة إن المتهمين استشهدوا بالثورة الفرنسية والنضال الأوكراني لدعم حجّتهم.
ولفتت لو إلى أن المجموعة وزّعت لافتات تحمل مقولة للزعيم الصيني السابق ماو تسي تونغ مفادها أن “الثورة ليست حفلة عشاء بل فعل عنف تطيح خلاله طبقة اجتماعية بأخرى”.
وكان بعض المتهمين ما يزالون تلاميذ حين تم اعتقالهم.
وتشمل القضية أيضاً متهميْن بالغيْن سيتم تحديد الحكم بحقهما بشكل منفصل الشهر المقبل.
وينص قانون الأمن القومي على أن أي شخص يحرض على التخريب يجب أن يحكم عليه بالسجن لمدة تراوح بين خمس وعشر سنوات إذا كانت القضية خطيرة.
وتمتنع محاكم هونغ كونغ عادة عن إرسال القاصرين إلى السجن وتفضل الخيارات التي تعتمد على إعادة التأهيل.