“هوليوود” في قبضة المخابرات الأمريكية..

من يسمع بكلمة “وكالة المخابرات المركزية الأمريكية”، يفكر بأنها بمعزل تماماً عن صناعة السينما، لكن الحقيقة عكس ذلك، فقد صدر كتاب يكشف خفايا تحكم “وكالة المخابرات المركزية بهوليوود”.
تقول الكاتبة تريسيا جينكيز، في كتابها “وكالة المخابرات المركزية في هوليوود.. كيف تشكل الوكالة الأفلام والتلفزيون؟” ان الوكالة كانت خلال الحرب الباردة شديدة الاهتمام بهوليوود، لأنها كانت ترى أن الأفلام أفضل وسيلة لنقل الرسائل المؤيدة للديمقراطية، في البلدان التي ترتفع فيها نسبة الأمية، لذا شرعت في التأثير في العديد من شركات الإنتاج للعمل مع المناهضين للشيوعية.
وقالت الكاتبة في كتابها الذي ترجمه محمود علي: استعانت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بضباط اتصال في عالم الترفيه، لتحسين صورتها في وسائل الإعلام الجماهيرية، وكمثال فإن مكتب التحقيقات الفيدرالي، أنشأ في الثلاثينات من القرن الماضي، مكتباً لتحسين صورته في البرامج الإذاعية والتلفزيونية والأفلام مثل «رجال المباحث» (1935) و«قصة مكتب التحقيقات الفيدرالي» (1959).
وأضاف الكتاب الذي تحدثت عنه صحيفة الخليج الإماراتية: في عام 1947 انتهجت وزارة الدفاع النهج نفسه، ومن بعدها الجيش والقوات البحرية والجوية وخفر السواحل وإدارة الأمن الوطني والخدمة السرية، ويتبعها مكاتب في صناعة السينما.
وأشار إلى أنه رغم وجودها منذ عام 1947 فقد كانت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية آخر وكالة حكومية، تقيم رسمياً علاقة بصناعة السينما، والواقع أنه لم يكن لها برنامج محدد في مجال الترفيه.
الكتاب كشف تورط الوكالة في هوليوود، كما كشف طبيعة دور الوكالة في صناعة السينما و النصوص والأعمال التي تأثرت من هذا التدخل ولأي الغايات و الأحداث التي دفعت جهاز المخابرات لأن يغير سياساته إلى سياسة الباب المفتوح أمام هوليوود في التسعينات، وكيف كانت الصورة التقليدية التي كانت تقدم عن المخابرات في السينما والتلفزيون.
كما عرض الكتاب مدى تورط الوكالة في تشكيل محتوى أفلام السينما والتلفزيون، خلال السنوات الخمس عشرة الأخيرة، و أشار للعلاقة الطويلة بين هوليوود والبنتاغون و التأثيرات السرية، التي تمارسها هوليوود في عالم ما بعد 11 سبتمبر.
إقرأ المزيد.. راسل كرو يتهم هوليوود بالإفلاس الأخلاقي والفكري
وحسب الصحيفة، لا يدعي هذا الكتاب أنه يكشف الغطاء عن كل تورط للمخابرات في السينما عبر الخمسة عشر أو العشرين عاماً، لأن بعضها قد لا يتم الكشف عنه، إلا أنه يكشف فقط عن جزء مهم من تاريخ الوكالة السري في السينما والتلفزيون، مع تقييم هذا التأثير، ولترسيخ أساس قوي لمزيد من الأبحاث، حول دور وكالة المخابرات المركزية في هوليوود.