العناوين الرئيسيةدولي

الصواريخ تملأ سماء شبه الجزيرة الكورية.. وحرب تلوح في الأفق

كوريا الشمالية تطلق صاروخين باليستيين قصيري المدى باتجاه البحر الشرقي

 

الصواريخ تملأ سماء شبه الجزيرة الكورية و حرب جديدة بدت تلوح في الأفق، في بؤرة محملة بكل أنواع المتفجرات. تثير الرعب و تغرق المنطقة في فوضى عارمة

وعلى ما يبدو أن الساحة في شبه الجزيرة الكورية تحولت إلى ملعب للصواريخ في مظهر يشير إلى استعراض للقوى.. فبعد إطلاق كوريا الجنوبية والولايات المتحدة لأربعة صواريخ الأربعاء جاء الرد من كوريا الشمالية سريعا حيث أطلقت ، اليوم الخميس، صاروخين باليستيين قصيري المدى في اتجاه البحر الشرقي، وسط تصاعد التوتر على خلفية المناورات العسكرية الكورية الجنوبية – الأمريكية الأخيرة.

وذكرت وكالة أنباء “يونهاب” الكورية الجنوبية، نقلاً عن لجنة الأركان المشتركة الجنوبية قولها، إن “كوريا الشمالية أطلقت صاروخين باليستيين قصيري المدى بالقرب من مدينة سونان القريبة من بيونغ يانغ”.

ويأتي ذلك اعتراضا من كوريا الشمالية بشدة على إعادة إرسال حاملة الطائرات الأمريكية رونالد ريغان (CVN-76، فئة 103000 طن) في مياه شبه الجزيرة الكورية.

وقالت وزارة خارجية كوريا الشمالية في بيان رسمي  إن “الولايات المتحدة تشكل تهديداً خطيراً لاستقرار الوضع في شبه الجزيرة الكورية والمناطق المحيطة بها من خلال إعادة إرسال مجموعة حاملة طائرات ضاربة في مياه شبه الجزيرة الكورية “.

في المقابل، قالت رئاسة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية إن “إعادة إرسال مجموعة حاملة الطائرات الهجومية إلى شبه الجزيرة الكورية أمر غير معتاد للغاية ويظهر الإرادة الحازمة لتحالف كوريا الجنوبية والولايات المتحدة لتعزيز موقف التحالف ضد الاستفزازات المتتالية لكوريا الشمالية والرد بشكل حاسم على أي نوع من الاستفزازات”.

وفي وقت سابق من الأربعاء، أكد مسؤول في البنتاغون، أن المجموعة الضاربة لحاملة الطائرات الأمريكية “يو إس إس رونالد ريغان”، عادت إلى بحر اليابان بعد أن أطلقت كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً.

وتزامنا مع إطلاق الصاروخين الكوريين الشماليين ..يجتمع  مجلس الأمن الدولي في نيويورك للبحث في إطلاق بيونغ يانغ قبل يومين صاروخاً بالستياً متوسط المدى حلّق، في سابقة منذ خمس سنوات، فوق اليابان وسقط في المحيط الهادئ.

هذا وأكدت نائبة مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، آنا إيفستينييفا، أن فرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية سيؤدي إلى طريق مسدود ولن تعطي هذه العقوبات أي نتيجة.

فيما.. أكد نائب المندوب الدائم للصين لدى الأمم المتحدة قنغ شوانغ، أن الولايات المتحدة تزيد من مخاطر التصعيد العسكري في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

صواريخ في اتجاهات معاكسة تبعث برسائل تحذير تضاف لمناورات أجرتها قبل أيام القوات البحرية لكوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأمريكية واليابان، في تدريبات ثلاثية مضادة للغواصات للمرة الأولى منذ خمس سنوات.

هذه التطورات تعد الأخطر منذ 2017، خصوصا أنها تأتي في سياق مختلف وبعد أقل من شهر على إقرار بيونغ يانغ قانوناً يسمح بالرد “نوويا” ضد أي تهديد.

ماذا يعني إقرار بيونغ يانغ الرد النووي؟
في سبتمبر/ أيلول الماضي، أقر برلمان كوريا الشمالية قانوناً يسمح بالرد “نووياً” وبشكل “تلقائي وفوري” على أي هجوم يهدد البلاد.

إعلانٌ لم يكن عبثياً في ضوء التطورات الحاصلة، فتفاقم التوتر في شبه الجزيرة الكورية خصوصاً على خلفية مهاجمة بيونغ يانغ، مكتب الاتصال بين الكوريتين على الحدود مع جارتها الجنوبية، يفتح المشهد على جميع السيناريوهات المحتملة.

فكوريا الشمالية لن تتوانى عن الرد بقوة في حال محاولة استهدافها وقد يصل الأمر حد اللجوء لأكثر من الصواريخ الباليستية، ما يعني أن قانونها جاء بعنوان تحذير وتهديد في آن، وهذا ما يرفع احتمالات وقوع مواجهة في سماء شبه الجزيرة الكورية.

لكن الجارة الجنوبية هي الأخرى، لن تقف – في كل الأحوال- مكتوفة الأيدي، ولهذا تستعين بحليفتها واشنطن لرد رسائل التحذير أيضاً، وهذا ما يفسر المناورات الثلاثية الأخيرة، ردا على صاروخ كوريا الشمالية.

الصواريخ تملأ سماء شبه الجزيرة الكورية وحرب تلوح في الأفق 

ومما يمنح المخاوف شرعية إضافية هو أن خطوة بيونغ يانغ تعد الأولى منذ 5 سنوات، أي منذ مرحلة “النار والغضب” التي تبادل خلالها الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب شتائم من العيار الثقيل.

وبفشل المفاوضات مع واشنطن حول إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية، كثفت بيونغ يانغ برامج أسلحتها المحظورة وأجرت العديد من التجارب العسكرية، في محاولة لتعزيز موقعها الجيوسياسي، خصوصاً في ظل العقوبات الدولية التي تستهدفها بسبب برامجها.

وبيونغ يانغ التي تمتلك السلاح النووي أجرت هذه السنة سلسلة تجارب غير مسبوقة من حيث الوتيرة. وبلغت هذه التجارب ذروتها الأسبوع الماضي حين أطلق الجيش الكوري الشمالي أربعة صواريخ بالستية قصيرة المدى.

وكثّفت بيونغ يانغ برامج أسلحتها المحظورة في ظلّ تعثّر المفاوضات مع الولايات المتّحدة، فأجرت عدداً قياسياً من التجارب العسكرية هذه السنة وأقرّت قانوناً جديداً يجيز لها تنفيذ ضربات نووية وقائية بما في ذلك ردّاً على هجمات بأسلحة تقليدية، في خطوة جعلت من قوتها النووية أمراً “لا رجعة فيه”.

وقد تصاعدت درجة التوتر فوق شبه الجزيرة الكورية على خلفية الصاروخ «المرعب» الذي أطلقته بيونغ يانغ وحلق فوق اليابان لمسافة 4500كم،

ويبدو أن الصاروخ الكوري الشمالي جاء رداً على مناورات أجرتها قبل أيام القوات البحرية لكوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان في ما عارف بـ«تدريبات ثلاثية» مضادة للغواصات للمرة الأولى منذ نحو خمس سنوات.

وفي ما يشبه الرد على صاروخ بيونغ يانغ الباليستي متوسط المدى، أطلق الجيشان الكوري الجنوبي والأمريكي، الأربعاء، 4 صواريخ أرض-أرض باليستية قصيرة المدى على أهداف وهمية في البحر.

حادثة جددت المخاوف من نشوب حرب جديدة في شبه الجزيرة الكورية، وأعادت إلى الأذهان تصعيداً جرى في 2017 وفجر حينها مخاوف من اندلاع حرب كورية ثانية شبيهة بتلك التي ضربت شبه الجزيرة من 1950 – 1953.

وأعلنت هيئة الأركان الكورية الجنوبية في بيان أن الجيشين الكوري الجنوبي والأمريكي أطلقا صاروخين من طراز «أتاكامس» على أهداف وهمية في بحر الشرق، المعروف أيضاً باسم بحر اليابان، ولفتت إلى أن الإطلاق جرى «لإصابة هدف وهمي بدقة».

ولم يخل البيان من إشارات واضحة للجارة الشمالية، عندما تحدث أن التدريبات «أظهرت أننا قادرون ومستعدون للقضاء على مصدر الاستفزاز مع الحفاظ على وضعية مراقبة متواصلة».

كل ما يجري الآن في شبه الجزيرة الكورية دفع بمراقبين سياسيين إلى التحذير من أن طبول حرب بدأت تقرع في المنطقة، وأن الأمر أصبح في مسار تصعيدي مفتوح، مؤكدين أن “الحل يكمن في الجلوس على طاولة الحوار واستئناف المفاوضات لوقف الاستفزازات ومنع دخول المنطقة حالة الحرب مرة ثانية كما حدث في الخمسينيات”.

المصدر: وكالات

لمتابعتنا على فيسبوكتلغرامتويتر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى