إضاءاتالعناوين الرئيسية
وقائع موت معلن … أحمد علي هلال

وقائع موت معلن … أحمد علي هلال
ذات رواية باهرة للكولمبي غابرييل غارثيا ماركيز كانت بعنوان « قصة موت معلن » لم تكن كما شاءت القراءة لها أن تنغلق على أزمنتها وأمكنتها وسياقاتها الأخرى.
قصة موت معلن ، هي الرواية المفتوحة لتتناص معها أعمار وحيوات ورغائب، وإن شئنا المقابسة هنا، علَّ انفتاح دوالها ما يشي أكثر بقدرتها على أن تمثلنا في الأزمنة والأمكنة الأخرى، دون أن ننسى ما قاله همنغواي: «إنها حماقة أن يسيطر اليأس على الإنسان».
ما يفوق دهشة الخيال، واحتدام الصور في حدث ليس عابراً، ولعله الحدث المتواتر بمتعالياته –ولا عزاء للبحر- والمستمر بدهشة حواسنا المترعة بما هو أكثر من رفع عتبة الألم، قارب ما وسماسرة كثر والاستثمار في الأحلام وأكثر الحالمين مازالوا أسرى تلك اللعنة اليوتوبية ، الأقرب في وعيهم إلى الأوطان البديلة هرباً أم نزوحاً أم لجوءاً أم هجرة غير شرعية، ستصبح هذه العنوانات دليل رحلات الموت، فما ذنب البحر إذا تغير مزاجه في خواتيم أيلول ورفع منسوبه إلى ذروة المأساة، ما إيقاع هذا البحر الذي يبتلع الأحلام قبل الأجساد، وتتقلب أمواجه كما تتقلب صفحات حيواتهم الذاهبة إلى موتهم الذي كان مؤجلاً فأصبح عاجلاً، ولا نبحث عن خبر عاجل سيجعل من الناس محض أرقام، بل أكثر من ذلك هو البحث في ماضي الحكايات وحاضرها وكيف آلت إليه من فجائع فاقت المآسي الشكسبيرية.
أولئك المهاجرون برسم أوطان أخرى يتهجأونها وهم يضارعون البحر وأمواجه العالية ونوّه المفاجئ، مراكب متهالكة مثل ذوات السماسرة الذين يعدون النقود ولا شأن لهم بالأرواح، إن صعدت أو وصلت، لكنه الحلم باهظ بما يكفي احتراق فراشتين على تخوم الضوء، وهدر الحياة كما يسفح عطر من زجاجة عتيقة، وكما تختل الخطا على دروب/ تيه، وليس رأس الحكاية انقلاب قارب بعينه وما سيليه وما سبقه، إذ يدور مغزلها ليشي بما هو أبعد من، مجانية الموت الذي أصبح الاسم الحركي للحالمين في مساءات أيلول، لعل البحر يخبئ بقية الحلم في أعماقه ليسردها على طريقته عمراً ووردة وردة..
*كاتب وناقد فلسطيني .. سوريا
.
لمتابعتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/alwasatmidlinenews