الديك الفصيحالعناوين الرئيسية

معاً لترويج (متلازمة المحتال)!! .. وصال سلّوم ..

 

إذا صادف أن شاهدت على التلفاز شخصية جاهلة تدير حلقات نقاش وتُحاوِر أو تُحَاوَر، أو أنك تعاملت بمكانك الوظيفي مع إدارة جاهلة، أو حتى سمعت تصريحاً لامسؤولاً من مسؤول، أو قرأت لوحة دعائية لمرشح مغمور،.. فلا تهلع أو تجزع ولا حتى تستهجن وصول هكذا نماذج فاشلة حيز الأضواء، مادام العلم بالسلوك النفسي والمعرفي حشر أولئك الجهلة وقدرتهم على الحضور حد التفوق بنظرية (الشجاعة الجاهلة)، حتى أن أصحاب النظرية دخلوا التاريخ وحصلوا على جائزة نوبل لقدرتهم على تعليل وجودهم كعلة مجتمعية، ذات دراسة فسروا فيها قدرة بعض الجهلة على الظهور في مجالات فكرية واجتماعية نتيجة اعتناقهم انحيازاً سلوكياً مرضياً يدعى (متلازمة دانينغ كروجر) متلازمة تعني: “أن الجهل عكس المعرفة الحقيقية، يزيد الثقة بالنفس.”

يعني.. ممكن للشخص غير الكفء، نتيجة وهم الثقة المفرطة بنفسه، والإيمان المزيف أن قدرته،”غير الفاعلة”، أنها فاعلة  ممكن أن يمدح نفسه وتصرفاته، و”يُكبِّر” رأسه، ويندفع ويشارك ويرشح اسمه لكل مهمة أو عمل أو منصب، فطموحه رغم غبائه لايعرف سقفاً ولا سكينة، بينما في  المقابل فإن تواضع أصحاب العلم والعقول والخبرات الذين يعاني أغلبهم من (متلازمة المحتال)، حيث يفشلون في التعرف إلى مواهبهم والتعريف بها، ويعتقدون أن الآخرين الذين نجحوا فيها وحصلوا على الفرصة، لديهم أيضاً الكفاءات نفسها، أو أن ضربة حظ وراء نجاحهم، كما أنهم، أي أصحاب العلم والعقول والخبرات، لا يتمتعون بثقة وحماسة الجَهَلَة، ولا يطمحون إلى المناصب من تلقاء أنفسهم، وينتظرون_وياخيبة ماينتظرون_ الاعتراف بقيمتهم..!!

ومابين الحماسة الزائدة، والركون والركود، تضيع الحقوق، ويُفلت زمام “الظهور”، ويتقدم الجهلة، ويستحوذون، ساعة غفلة، على مقاليد الأمور..

ومابين فرحتنا بالناتج العلمي، وفرز العلماءُ لنجومية الأسماء، “مابين جاهلٍ مُعتَدٍّ بجهله، وعالمٍ يظن نجاحه وتميزه احتيالاً”، تبقى الغصَّة حصيلةً محققةً للشارع العام، مادام العلم والقانون الوظيفي لم يستطيعا مأسسة النظريات، ولفظَ كل من صال وجال واعتلى المنابر وشارك بحلقات دبكة ونشر على صفحات التواصل “أناه” المتضخمة، وهو في الحقيقة أجوفٌ فارغٌ، إلا أن (شجاعةَ جاهلٍ) صدَّرته وفضَّلته على فلان وفلان وفلان، ممن يستحقون وينتظرون منا لفتَ نظرٍ وإضاءةً على منجزاتٍ ربما ظنوا أنها “احتيال”، بسبب اضطرابهم النفسي وجبنهم أمام تأثير “عملقة” الأغبياء.!.

 

*وصال سلوم – إعلامية من سوريا 

 

صفحتنا على فيس بوك  قناة التيليغرام  تويتر twitter

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى