الترسيم البحري بين لبنان و “إسرائيل” ملف “غازي” يتجه نحو التفجير ..

لم يمر خبر الغاء الوسيط الأمريكي “آموس هوكشتاين”، في ملف الترسيم البحري بين لبنان و “إسرائيل” زيارته المقررة لبيروت، والتي أعلن عنها الأسبوع الماضي، مرور الكرام لدى الاوساط السياسية اللبنانية، بل اعتبر لدى البعض بانه اشارة تصعيد مقبل سوف تشهده الشواطىء والحدود اللبنانية مع اسرائيل.
الأوساط ومصادر المعلومات تلك انطلقت في توقع هذا السيناريو من تقرير مرفوع من أحد الأجهزة الأمنية إلى مرجعية رئاسية لبنانية، يتحدث عن طلبات الإعلام الغربي لاستئجار آليات النقل المباشر، حيث لوحظ انتشار كثيف لها في أكثر من منطقة لبنانية منذ نحو عشرة أيام دون أن تعرف أسباب ذلك، وفي هذا الصدد، عزت مصادر صحيفة السبب لورود إشارات مقلقة عن لبنان وخاصة في ملف الترسيم البحري وإمكانية نشوب صراع عسكري محدود أم مفتوح في المنطقة.
ويأتي هذا التطور وسط ترقب وقلق من تطورات دراماتيكية في الجبهة الجنوبية للبنان مع “إسرائيل”، حيث كان من المفترض أن يصل “هوكشتاين” إلى بيروت، حاملاً إجابات “إسرائيلية” للسلطات اللبنانية حول الطرح الذي نقله من بيروت إلى “تل أبيب” مطلع شهر آب الماضي.
واشترط لبنان الحصول على “حقل قانا” كاملاً، الواقع ضمن منطقة جغرافية متعرجة شمال غربي شاطئ حيفا، والممتد من الخط الحدودي رقم 23، الذي يجعل المساحة المتنازع عليها 860 كيلومتراً، إضافة إلى كامل حقل لبنان، إذ يتمسك لبنان بالحصول على كامل تلك المنطقة الجغرافية والثروات الواقعة في باطنها تحت البحر، كما يرفض أي شكل من أشكال تقاسم الثروات مع “إسرائيل”.
وسبق أن أكد نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب ان شهر أيلول الجاري سيكون حاسماً، وإذا تبين أن الإسرائيلي سيبقى على عناده ولا يرغب في الحل، فهناك خيارات أخرى أمام لبنان وأمام هذه الرئاسة تحديداً، لأننا جميعاً حريصون على الحفاظ على الحقوق اللبنانية بشتى الوسائل وبالتوقيت المناسب”.
وخلال الشهر الماضي، انخرط الرئيس الأمريكي “جو بايدن” مباشرةً على خط المفاوضات، وهذا ما رفع آمال اللبنانيين بقرب التوصل إلى اتفاق يتيح للبنان استئناف المفاوضات غير المباشرة وفق آلية اتفاق الإطار تحت علم الأمم المتحدة، كما يتيح لشركتي “توتال” و”إيني” استئناف أعمال التنقيب في المياه الاقتصادية اللبنانية، وهي التي توقفت منذ ربيع 2021.
وكان أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله كشف إن الإسرائيليين يسعون لإنتاج الغاز في أيلول الحالي، كما يبدأ الشتاء في أوروبا في أيلول، ما يعني أن لبنان سيخسر الفرصة إذا لم يحصل على حقوقه قبل نهاية أيلول.
كما طالب في حزيران الماضي بـ ”الالتزام بالحدود التي تطلبها الدولة اللبنانية ورفع الفيتو عن استخراج النفط والغاز في لبنان”، مشدداً على أن “الهدف المباشر يجب أن يكون منع العدو من استخراج النفط والغاز من كاريش، ووقف النشاط الذي سيبدأه، أو قد يكون بدأه، وأن كل يوم تأخير سيُسجَل فيه ضياع ثروة الشعب اللبناني وماله”.
وكالات