الديك الفصيحالعناوين الرئيسية

مدينة قراقوش “الفاشلة” .. هاقد عدنا يا صلاح الدين ..

 

بهاء الدين قراقوش كان وزيراً عند صلاح الدين الأيوبي أيام حكم مصر، وتميزت أحكامه بصرامتها وغرابتها وقسوتها وعدم أخذها بالحسبان إلا مصلحة بيت المال وتوطيد أركان الحكم، والشيء بالشيء يُذكر، سنستعرض بعض الأحداث في وقتنا الحالي التي جعلتنا نستحضر هذا الوزير الذي دخل التاريخ من بوابة السطوة والظلم والقسوة ..

خلال البحث عن قيمة وتكلفة أقوى جواز سفر بالعالم، تصدّر جواز السفر اليابانيّ والسنغافوري لائحة الصدارة كأقوى جواز سفر يُتيح لحامله الدخول إلى مئة وتسعين دولة دون الحاجة إلى فيزا، ولمدّة عشر سنوات، أمّا تكلفة هذا الجواز العنيف فلا تتجاوز مئة وخمسة وعشرين دولاراً فقط لا غير.

في حين بلغت تكلفة جواز السفر السوريّ الأسطوري مايُقارب المائتي دولار على سعر الصرف الحكومي، ولمدة سنتان أو ثلاث، ويُتيح لحامله الدخول إلى عشر دول في العالم العاشر، والأنكى، أن “التسعيرة” الجديدة جاء في بيان إصدارها التالي: حرصاً على المواطن.

في المتابعة أكثر، ترافقت تسعيرة الجواز مع تسعيرة جديدة في مجالٍ آخر، فقد تمّ رفع ضريبة الجمركة على الهواتف النقّالة “الجوّالات” لأكثر من خمسين بالمئة، وما نتمنّاه بالفعل أن لا تسمع شركات السامسونج والآيفون والنوكيا بهكذا أخبار، وعلى الحكومة أن تُعطي “خرزة زرقاء” هدية مع كلّ جهاز تتمّ جمركته وفقاً لتسعيرتها، فأرباح الحكومة تتجاوز أرباح الشركات العملاقة بكثير، وهو ماقد يُشكّل حسداً عند هذه الشركات التي تصرف ملايين الدولارات وربّما مليارات لأجل التطوير والتحديث، بينما مسيرتنا المُظفّرة بالتطوير والتحديث تحصل على أرباح مضاعفة بمئات المرّات دون صرف ليرة سورية واحدة، “اللهم لا حسد”.

وهذا الأمر، وأقصد العبقريّة التجاريّة لدى حكوماتنا ليست وليدة الأزمة، بل إنّ لها باع عريق وكبير في العبقريّة والنبوغ منذ عقود، ولو كانت شركة “التويوتا” على سبيل المثال، اطّلعت على نوابغ الحكومة لدينا، لأغلقت مصانعها ووفّرت على نفسها ميزانيتها الضخمة البالغة ستة عشر مليار دولار سنوياً، مع آلاف العلماء والباحثين والتقنيين والعُمال، ومع ذلك قد تربح بالسيارة الواحدة مايُقارب عشرة بالمئة من التكلفة.

في حين أن نوابغ وجهابذة حكوماتنا تحصل على أرباح مضاعفة لأرباح أي صانع سيارات بالعالم وهي “تلفّ رجلاً على رجل مع فنجان قهوة وسيجارة”، فأين الثرى من الثريّا؟،

أين تذهب هذه الأرباح!؟ ..
هل حسّنت بالفعل معيشة الشعب كما تقولون؟ ..
أم أنها ذهبت للجيوب؟ ..

لكن للأمانة، للأمانة بصدق .. وعلى سيرة “المعيشة”، فقد ذكر أحد المسؤولين الاقتصاديّين منذ ثلاثة أيام، بأنّ العائلة السوريّة المسكينة تحتاج فعلاً لمبلغ ثلاثة ملايين ليرة سورية للعيش بكرامة، وظهر تصريح مُضاد لمسؤول آخر برتبة وزير يقول “من وين ياحسرة، العين بصيرة واليد قصيرة”، رغم أن أيادي الحكومة كالمنشار، تأكل ذهاباً وإيّاباً، وصعوداً ونزولاً، بل مُتحرّكاً وساكناً.

فماذا تريدون؟ ..
لماذا لا يكون الحديث والنوايا على بساطٍ أحمديّ؟..

أوغلتم بأياديكم سيوفاً في ظهر وصدر الشعب،وبات تأمين كسرة الخبز وقطرة الماء هاجساً وحملاً ثقيلاً ..

هل تريدون من الشعب الرحيل، أم الموت، أم الكفر بكلّ شيء وصولاً إلى الكفر بالأوطان؟..

هل فعل الأعداء بنا كما فعلتم؟..

“خرزة زرقة” و”صلاتك يا نبي” على رسائل الحكومات ..

شتّان بين جنون العقل، وجنون العشق بالوطن ..

رسائل الحكومة تقول:  ارحلوا .. موتوا بغيظكم .. بلّطوا البحر .. وأعلى ما بخيلكم اركبوا ..

ورسائلنا للحكومة تقول: قراقوش مات وعاشت مصر، لم نكن يوماً مجانين عقل، وندفع ثمن الجنون في الحبّ في أيّامنا هذه، وسيأتي ذلك اليوم الذي ستفهم فيه الحكومة أنها لا بد ستدفع ثمن الاستغباء والاستغلال والظلم واللاحياء واللاوطنيّة يوماً ما.

 

غسان أديب المعلم 

 

صفحتنا على فيس بوك
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى