العناوين الرئيسيةالوسط الفني

احتفالية دعاء بطيخ .. تستقطب الكبار لتأمل بصمات لوحاتها ومطر روايتها

احتفالية دعاء بطيخ  .. تستقطب الكبار لتأمل بصمات لوحاتها ومطر روايتها

احتفالية دعاء بطيخ  .. الفنانة التشكيلية والكاتبة الشابة، التي استضافها مؤخراً “غاليري زوايا” في دمشق، لتقدم معرضها التشكيلي “بصمات” وتوقّع روايتها “رقصة حواء والمطر” لا يمكن وصفها بفعالية ثقافية فقط. بل احتفالية بكل معنى الكلمة وأبعادها.. فضلاً عن انقلاب البديهي إلى مبتكر! وتبادل المواقع بين اللون والكلمة، الريشة والقلم! فما يفترض أنها أمسية توقيع رواية، ومعرض تشكيلي، تحولت أمام الجمهور إلى يدٍ تؤكد أنها كتبت لوحاتها، ورسمت روايتها، لا العكس.. ذلك الجمهور الذي تقدمته إدارة اتحاد الفنانين التشكيليين في سوريا، برفقة قامات ثقافية تقدمها الدكتور عبدالله الشاهر، وباقة من الأدباء والفنانين التشكيليين والمثقفين والإعلاميين.

.

احتفالية دعاء بطيخ
د.الشاهر في قراءة انطباعية للرواية

“بصمات التشكيل”

لعل الساحة الفنية في سوريا -بين حلب ودمشق- تعرف جيداً موهبة الأكاديمية دعاء بطيخ، التي شاركت على مدى سنوات في العديد من المعارض التشكيلية في المحافظات السورية. إلى جانب معرض أخير بالمشاركة مع توأم مشوارها الفني والحياتي الفنانة التشكيلية بثينة عرابي.. الذي لفت آنذاك الأنظار إليها، خاصة أنه أتيح لها تقديم أفكارها اللونية في مساحة أكثر اتساعاً وأفق أوفر رحابة.
أما في معرضها الفردي اليوم، وعلى الرغم من إنجازها جميع لوحاته في هذا العام 2022، فقد سعت إلى أبعد من لفت الأنظار، سعت إلى بصمات الكبار فوق خامة موهبتها.
.

احتفالية دعاء بطيخ
رئاسة اتحاد الفنانين التشكيليين في جولة على المعرض

احتفالية دعاء بطيخ
خصصت دعاء معرضها التشكيلي “بصمات” لليد فقط، كونه العضو الأكثر فاعلية وفعلاً في جسد الإنسان، والأكثر عطاءً وامتداداً وكرماً وإعلاناً عن العمل والجهد والابتكار والإنجاز.
لوّحت دعاء بعشرات لوحات الأيادي، من مناظير مختلفة، وآراء متعددة، وأفكار متنوعة، ومقولات تقليدية ترجمتها في لوحات (مقولة لا أرى لا أسمع لا أتكلم) وتشريح تقصدت المبالغة به، لتعلن عن رؤيتها ولتُتِح للمتلقي التحليق في فضاء المتعة البصرية، بينما يمناه تصافح الأيادي الموزعة على جدران “غاليري زوايا”، بألوان مشرقة ترفرف إعجاباً ودهشة.
.

احتفالية دعاء بطيخ
من لوحات معرض “بصمات”

“مطر الرواية”

لم تصدم الكاتبة دعاء؛ القارئ حين أعلنت مؤخراً أنها ستقدم له إلى جانب معرض “بصمات” روايتها الأولى “رقصة حواء والمطر”.. وبالفعل قدّمتها مع المعرض في حفل توقيع سابق (تمّ في حلب قبل نحو شهر). إذ أعلنت منذ أكثر من عام أنها تنجز روايتها، ونشرت العديد من فصولها في المواقع الثقافية وعلى حسابها الشخصي في “فيسبوك”. لكنها كمن يعطي العطشان جرعة تبلّ رمقه دون أن تسقيه وترويه! كما لو أنها اختارت مقتطفات وشذرات تشد القارئ بحبل الفضول إلى حيث لم يدرك هل الرواية عبارة عن حواريات؟ أو أنها تُصنّف ضمن أدب الرسائل؟. لكن مع صدور الرواية، أدرك القارئ أن ثمة تضليل جميل اعتمدته الكاتبة التي لم تكشف أن المطر، هو اسم بطل الرواية، وأن الرواية إنسانية فكرية فلسفية (ونفسية) تشتغل على العديد من العوامل أولها الوهم، وخلق شخصيات حقيقية عدمية في آن معاً (!).
.

احتفالية دعاء بطيخ
خلال توقيع روايتها “حواء ورقصة المطر”

“سرّ الحفاوة”

حظيت دعاء بطيخ في احتفالية معرضها وروايتها بحفاوة كبيرة، مردها سعادة الآخر بالجمال والموهبة والإبداع، سواء فئة كبار الفنانين التشكيليين الذين حضروا افتتاح المعرض. أو الأدباء من شعراء وكتّاب ومثقفين، استبشروا بها خيراً.. ولعل قيام قامة ثقافية (د. عبدالله الشاهر) بالتقديم والقراءة الانطباعية لروايتها في الاحتفالية، ما يؤكد جدارة هذه الشابة الموهوبة التي تركت في آخر المطاف لوحاتها وروايتها في زوايا الإنسان لا غاليري زوايا- المكان.
.

احتفالية دعاء بطيخ
دعاء مع والديها.. أول المشجعين والداعمين

احتفالية دعاء بطيخ
أرادت دعاء محمد فاضل بطيخ من خلال (معرض بصمات- ورواية رقصة حواء والمطر) تمرير الكثير من الرسائل والأفكار، عن الحب والحياة والعطاء والثقة والتعاون والقلق والتقدم والتراجع والتفكير والوهم والتخبط! فضلاً عن بصمات ارتأت أنه حان أوان وضعها، وحجز مكان ثابت لها في عالم اللون والكلمة..
ويبدو أنها لم تنجح فقط في مغامرة طرح رواية ومعرض يقومان على الرؤى الفكرية والفلسفية والمشاعر المختلفة. بل نجحت أيضاً في كونها لم تغامر بشيئين: إيمانها بموهبتها. وعرفانها لكل من ساندها وشجعها ووقف إلى جوارها:
أب متفهم. أم مُحبة. عائلة داعمة. صديقة مخلصة. أستاذ ناصح. ناقد واعٍ. صحفي صادق.
.

*روعة يونس

 

-لمتابعتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/alwasatmidlinenews

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى