
مغلق … أكرم صالح الحسين
رصاصة طائشة خانتها شعيرة التصويب،
صم أذنيها الأزيز
وقتلها برد الفراغ الشاسع!
نهر كبير
جف هديره لكثرة الصراخ،
يحاول أن ينجو
فيسقط شلالا من تعب
فوق الصخور الصماء،
يبتلع أسماكه
ويتابع السير مسرعا لعله يصل،
لا يلبس أن يصبح
وجبة شهية لبحر مالح، وغاضب!
رجل بساق واحدة
وعشرة أذرع،
يحتضن بها بؤس العالم
يبكي بألم، يضحك بألم، يشتاق بألم
وعندما يأتي الفجر
ينام فوق وسادة من تراب،
يحتضن المقابر
ويحلم بشفاه مشتعلة
تطفئ جهنم صدره!
شجرة وحيدة
يحيط بها كون من الحقد،
يرميها بنظرات شريرة
يهددها بفؤوس حادة،
مدافئ تأكل كل أغصانها، وجذورها
تتركها معلقة بزوبعة
لا تؤمن بالاتجاهات!
مغلق أنا
قفل استوطنه الصدأ
حطم أسنانه،
وتركه باكيا، يتوسل بابا مهجورا
تحت كومة من الركام!
بعد قليل
سأبحث عن مخرج جديد،
عن أنشوطة متينة
تحتمل هذا الجسد الثقيل،
تغني له
تهز خصرها
على وقع لحن مكتوم،
وأنفاس تغادر بعيدا
عبر ثقب صغير من الحرية!
.
*شاعر وكاتب- سوريا
*اللوحة للفنان التشكيلي عبدالرضا الخطاط- العراق
-لمتابعتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/alwasatmidlinenews