رأي

زلة لسان .. أم حرب جديدة؟ .. عصام داري ..

 

هل هي زلة لسان أم أن الرئيس الأميركي جو بايدن كان يقصد ما يقول؟.

تهديدٌ صريحٌ للصين في حال هاجمت تايوان، وما جرى في أوكرانيا لن يتكرر، هذا باختصار ما أشار إليه الرئيس الأميركي بوضوح تام.

لكن بعض الخبراء والمحللين الأمريكيين بصفة خاصة يذهبون في إلى تفسير آخر مختلف، بل عبّر أحدهم عن اعتقاده بأن تصريح الرئيس بايدن هو زلة لسان!.

ليس سهلاً أن تخلق بؤرة توتر في مكان آخر في كرتنا الأرضية، فالعالم يرزح الآن تحت وطأة الحرب الروسية على أوكرانيا، ليس اقتصادياً وحسب، بل وعسكرياً وجغرافياً وسياسياً، مع بروز فكر جديد – قديم يتحدث عن تشكل نظام عالمي جديد أكثر عدلاً وأقل ظلماً وعنفاً.

الصين ليست من جمهوريات الموز، ولا هي أفغانستان أو العراق أو سورية أو الصومال! لذا فإن الغلط هنا ممنوع، وزلات اللسان قد تشعل حرباً لن تتوقف عند حدود الصين وتايوان وجنوب شرق آسيا.

وإذا كانت القاعدة العامة تقول: إن لكل رئيس أميركي حربه الخاصة، فإن بايدن له حربه أيضاً، أو حروبه، لكن اختياره لم يكن صائباً، فقد كان عليه اختيار الخاصرة الرخوة، لا يهم أي خاصرة، المهم أن تكون رخو وسهلة المنال ولا تكلف الولايات المتحدة خسائر بشرية ومادية ومعنوية كبيرة، لكن اختيار الصين فتلك مغامرة ومقامرة كبرى.

لكن، إذا أراد بايدن أن يرعب الصين عبر تهديد ناري فقد جاءه الرد سريعاً: فالصين سترد بقوة على أي تدخل في القضية فتايوان هي جزء من الصين استناداً إلى اتفاقات معلنة منذ سنوات، وأي محاولة أمريكية مهما كانت ستكون بمثابة التدخل في الشؤون الداخلية لدولة عظمى، وهو أمر سيترافق مع رد حاسم وحازم.

وإذا كان الرئيس الأميركي يعتقد أن تهديده بمثابة وسيلة ضغط على بكين للتنازل عن مكاسبها في الحرب الاقتصادية الأمريكية – الصينية، فإن ذلك لن يحصل بدليل ما أعلنته الخارجية الصينية بعد ساعات قليلة من إطلاق تحذير بايدن.

والسؤال: هل أدخل الرئيس الأميركي نفسه وبلاده في ورطة يصعب الخروج منها، أم أنه ينوي فعلاً أن يختار حربه التي قد تشعل العالم أجمع وتكون بمثابة حرب عالمية بكل ما تعنيه الكلمة خاصة وأن الحرب الروسية في أوكرانيا مستمرة مع كل ما حملته حتى الآن من خسائر فادحة للعالم وللدول الأوربية بشكل خاص.

وهل العالم قادر على تحمل حرب كبرى من شأنها تغيير قواعد اللعبة كلياً، وتغيير خريطة العالم كما حدث في أعقاب الحربين العالميتين الأولى والثانية؟.

تتمنى شعوب الأرض أن يكون كل الذي يتابعون فصوله مجرد أعراض لمرض الزهايمر الذي أصاب الرئيس الأمريكي، وأن يبادر عقلاء أميركا إلى معالجة هذا (الزهايمر) قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة، وتذهب كرتنا الأرضية إلى مجهول قاتمٍ ومظلمٍ أقل ما يقال فيه أنه عالم الدمار والخراب الشامل!.

*كاتب سياسي – سوريا

المقال يعبر عن رأي الكاتب ..

 

صفحتنا على فيس بوك

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى