
نجد سعيد ..
تغيرنا ..
تغيرنا كثيراً بعد توزيع الكاميرات في كل مكان في الشركة..
وكل التأكيدات أن ذلك التغيير سيكون في البداية فقط وسنعتاد عليها حتى ننسى وجودها؛ غير صحيحة بل إذا نسي أحدنا وجودها يبادر كل من حوله بتذكيره بغمزة خفيّة لاتراها الكاميرا الذكية جداً.
يمكنني عمل دراسة بعنوان: قبل وبعد الكاميرات.
لأنّ حالنا بعد تركيبها ليس كما قبلها إطلاقاً، من طريقة المشي وصعود الدرج، طريقة إلقاء السلام عليكم وصباح الخير، الوقوف لقراءة التعميمات في لوحة الإعلانات والتعليق عليها، عدد مرات الذهاب الى الحمام، الخناقات والشتائم، طريقة الأكل والشرب…. كل ذلك تغير وجميعنا فقدنا سجيتنا وعفويتنا وقدرتنا على صنع الأسرار والمقالب والضحكات.
أمّا الـ “تي بوي” فقد توقّف عن الحلفان (عالطالعة والنازلة) حول كم مرة أحضر القهوة أو كم مرة طلب منه تصوير الأوراق وصار يكتفي بجملة: الكاميرا تعرف كل شيء ..
*قاصّة وكاتبة سوريّة- الكويت
*اللوحة للفنان صالح كريم- العراق
لمتابعتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/alwasatmidlinenews