إسرائيل تسعى لاستقدام آلاف المهاجرين من أوكرانيا

مستغلة الحرب الروسية على أوكرانيا.. إسرائيل تسعى لاستقدام آلاف المهاجرين من أوكرانيا، استعدادًا لتوطينهم في الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة، بموجب خطة الطوارئ.. وبهدف تحقيق “سطوة ديمغرافيّة”
وتقضي خطة الطوارئ التي أعلن عنها مع تفاقم الأزمة الأوكرانية، التحضير والجهوزية باستقدام نحو 5 آلاف يهودي أسبوعيا، في حال اتسعت العمليات العسكرية الروسية واحتدمت المعارك في أوكرانيا.
ووظفت الحكومة الإسرائيلية -بمختلف وزاراتها- الحرب في أوكرانيا، وأخرجت بالتعاون مع الوكالة اليهودية، والمنظمة الصهيونية العالمية، ووزارة الأمن والجيش الإسرائيلي، إلى حيز التنفيذ خطة الطوارئ لاستقدام يهود من أوكرانيا وروسيا.
وأظهرت الخطة اعتمادا على تسجيلات الوكالة اليهودية أنه يوجد في أوكرانيا نحو 200 ألف وفي روسيا 600 ألف مستحق للهجرة إلى إسرائيل، علما بأن 20% من الذين جاؤوا للبلاد حتى اليوم هربا من الحرب هم مستحقون بموجب “قانون العودة” الإسرائيلي، في حين يتم فحص المواطنين الأوكرانيين الذي حطوا بتل أبيب إذا ما كانت لديهم جذور يهودية.
وينص “قانون العودة”، الذي أقرّه الكنيست (البرلمان) بعد سنتين على تأسيس إسرائيل على “حق يهود العالم بالهجرة إلى إسرائيل والاستقرار فيها”، قبل أن يعدل في عام 1970 ليشمل “ذوي الأصول اليهودية وأزواجهم”.
إسرائيل تسعى لاستقدام آلاف المهاجرين من أوكرانيا
بيوت جاهزة
وعند وصول أول دفعة من يهود أوكرانيا إلى مطار بن غوريون، جنوب تل أبيب، الأسبوع الماضي، حصلوا على هوية إسرائيلية، ووزِعوا على أماكن إقامة مؤقتة قبل منحهم مساكن دائمة.
وأعلن رئيس المستوطنات في شمال الضفة الغربية، يوسي دغان، عن إقامة أربع عائلات أوكرانية في مستوطنات إسرائيلية جنوب نابلس. وقال دغان “إن المجلس يستعد لحملة كبيرة، لبناء بيوت جاهزة في المستوطنات لاستيعاب مزيد من يهود أوكرانيا”، مضيفاً أن “مجلس المستوطنات شكّل فريقاً بهدف مرافقة العائلات اليهودية الوافدة من أوكرانيا ومساعدتها على الاستيعاب والاندماج في المستوطنات”.
لعبة الديموغرافيا
ويخشى الفلسطينيون من استغلال إسرائيل الحرب الروسية على أوكرانيا، لتهجير عشرات آلاف اليهود الأوكرانيين من ضمن مئتي ألف يهودي فيها، في محاولة لتعديل الميزان الديموغرافي لصالح اليهود بين نهر الأردن والبحر المتوسط.
وحذر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية العام الماضي، إسرائيل من “الموت ديموغرافياً”، مشيراً إلى أن “عدد الفلسطينيين تجاوز للمرة الأولى عدد اليهود بمئتي ألف في فلسطين التاريخية”. وأضاف أشتية، “إذا لم توافق إسرائيل على قيام دولة فلسطينية على حدود عام 1967 فستذهب إلى النموذج الجنوب أفريقي بحيث تكون هناك أقلية يهودية تحكم أغلبية فلسطينية”.
في المقابل، قال وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، “سنصل إلى كل يهودي في أوكرانيا، وننقذه، ونضمن هجرته واستيعابه هنا في البلاد”، مشيراً إلى أن إسرائيل “ستقوم بمثل ما فعلته في تسعينيات القرن الماضي عندما استوعبت نحو مليون يهودي من روسيا”.
ووصل أكثر من 3 آلاف يهودي فارين من أوكرانيا، على أن يتم توطين بعضهم في مستوطنات الضفة الغربية والبلدات اليهودية في النقب والجليل.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، “نحن ملزمون باستقبال اليهود الفارين من أماكن خطيرة، وأن يشعروا بأن الباب مفتوح، والبيت دافئ”، متعهداً بـ”استيعاب المزيد من اللاجئين اليهود من أوكرانيا“.
وتقدم الوكالة اليهودية “الدعم والمساعدة لليهود المهاجرين إلى إسرائيل، واستيعاب المهاجرين الجدد في المستوطنات الإسرائيلية”، بحسب قانون أصدره الكنيست في عام 1952.
استنكار فلسطيني:
في المقابل، استنكر “الملتقى الوطني الديمقراطي” الفلسطيني ما قال إنه “استغلال إسرائيل للأزمة الأوكرانية لمصلحة توسيع الاستيطان الاستعماري في فلسطين، وبناء وحدات سكنية جديدة للاجئين الأوكرانيين في الأرض الفلسطينية المحتلة”.
واعتبر “الملتقى” أن “الاستيطان يعد انتهاكاً جسيماً لاتفاقية جنيف الرابعة، وجريمة حرب، بحسب ميثاق روما”، مضيفاً أن إسرائيل “تستغل الأزمة الإنسانية في أوكرانيا لارتكاب جريمة حرب إضافية بحق الشعب الفلسطيني”.
وطالب “الملتقى” المجتمع الدولي باتخاذ “مواقف تنسجم مع ادعاءاته ومع القانون الدولي ومحاسبة إسرائيل على جرائمها، وفرض عقوبات صارمة عليها، كما فعل مع روسيا عندما اتخذ خطوات جريئة وحازمة للحفاظ على النظام الدولي والقانون الدولي”.
في السياق، قال مدير دائرة الخرائط في “جمعية الدراسات العربية” في القدس، خليل التفكجي، إن “إسرائيل تعمل وفق خطط تعود إلى عام 1979 لزيادة عدد المستوطنين في الضفة الغربية ليصل إلى المليون”، مضيفاً أن “عددهم وصل حالياً إلى نحو 750 ألفاً”.
وأشار التفكجي إلى أن إسرائيل تعتبر روسيا وأوكرانيا “خزاناً بشرياً استراتيجياً بالنسبة لها بإمكانات علمية مرتفعة للغاية، وهو ما ساعدها على النمو الاقتصادي والعلمي والتقني”.
المصدر: وكالات