
كيف تجيئُكَ باللجوءِ أنثى مخذولة؟
تجيئُكَ مِن ندبة..
كأنَّ كلَّ تصريفات الفعلِ (فَرَّ) قد تجسَّدَت أنثى.
لو قيلَ لها من أنتِ؟ لقالتْ:
– أنا فكرةٌ بديعةٌ خابَ أملُها حين نُطِقَتْ باللعثمة، وخيالٌ جامحٌ قَتَلَتْهُ كتابتُه الركيكة، وكيسٌ سحريٌّ عملاقٌ من الدردشةِ رُبِطَ أعلاهُ ب(صَه)!
تجيئُكَ كسُلالةٍ رماديةٍ لَسَلَفٍ مُلَوَّن، ولحنٍ ملولٍ لتاريخٍ طويلٍ من الطرب، تجيئُك بكلِ استقالاتِ الشكاوى من التعبير.
أنثى معمولةٌ من كراكيبَ كانت مُلكًا.
ومن غوارقَ كانتْ فُلكًا.
ومِنْ انتحابةٍ كانت استجابة!
تقولُ لكَ بعينيها:
– لا تحسبنَّ كسري مرَّةً لَحْدِي، ولا تخيفنَّني بمسيرتي وَحدِي، قد فُقِدْتُ ولم أفقد، قدْ تُرِكتُ ولم أحقِد!
لا تحلُمَنَّ بمُلكٍ مُضمَرٍ فيكَ
أنا القصيدةُ مع ذاكَ.. أقَفِّيكَ!
هذه عزيزةٌ تجيئُكَ باهتة يخيفُها َالزَهْو..
فلا تَبْخَل!
وتهربُ من ذاكرةٍ تحرمها لَذَّاتِ السَهَو..
فلا تَسْأَل!
هذه صنيعةُ نحَّاتٍ أتمَّها حمَّال، وروحٌ غِرِّيدةٌ حبسوها بتمثال، وملحمةٌ عبقريةٌ اختصروها في أمثال..
هذه ربةُ التجربة..
وقصتُها ببساطة: أن صعلوكًا وجدَ ملاكًا رضيعًا: فأرادَ أن ينسِبَه!
الأنثى المخذولةُ التي تجيئُكَ بالحبِ هي بقايا جريمةِ محوٍ عَمْدٍ عُهِدَ إليكَ بتلوينها..
فلا يغرَّنَّكَ أنَّكَ المَلجَأ!
فإن قوتَها فيما ظننتَه ضعفَها، في أنْ تلجَأ!
.
*أديب وكاتب – مصر
*لوحة الفنانة التشكيلية لبنى أرسلان – سوريا
-لمتابعتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/alwasatmidlinenews