العناوين الرئيسيةفضاءات

تماس سمير طحان .. يزيل حواجز الصمت وأشياء أخرى

 

تماس سمير طحان، ليس بكامله اسم علم. بل مطلع العبارة هو عنوان مسرحية من تأليف وإخراج محمد سمير طحان، أنتجها المسرح التجريبي في “مديرية المسارح والموسيقا” بوزارة الثقافة السورية. وتعرض حالياً على خشبة مسرح القباني بدمشق.
وعبر تماس سمير طحان ،يجمع العرض عدة خيوط متشابكة بين الهم الوطني والإنساني الذي أوجدته الحرب على سوريا وإنسانها.
والأهم هنا، الخيوط المتسقة الواضحة الملونة التي يفاجئ بها الطحان الوسط الثقافي السوري، وما يتصل به من فنون وإعلام-  في كل مرة.. وما الخيوط التي يمسك بها سوى إبداعاته في عدة مجالات تدحض مقولة “غبية” : صاحب بالين كذاب. إذ نكتشف أن كل ما في باله ووجدانه صادق وحقيقي ومبتكر ومبدع، كونه إنساني لا يكتفي بملامستنا، بل يروي مشاعرنا وأحوالنا بالأصالة لا النيابة عنا.
وهكذا، قدم لنا الطحان هذه المرة، علامة فارقة تضاف إلى بطاقته الإبداعية، تتمثل في مسرحية تماس التي يقوم ببطولتها كل من عبير بيطار ومحمد شما..

مشهد من مسرحية تماس

حول المسرحية أخبر الطحان “صحيفة الوسط” قائلاً:
“تأتي المسرحية استكمالاً لمشروعي الثقافي والفني الذي أعمل عليه منذ سنوات  والمعني بالانسان السوري خلال سنوات الحرب، عبر عكس عوالمه الداخلية وما حل بها من خراب، مع رصد للتغيرات التي طرأت على العلاقات الإنسانية في المجتمع جراء مفرزات الحرب وما بعدها”.

تُقدم  المسرحية حالات إنسانية مكثفة عبر شخصيتي العرض، يقول في ذلك الطحان:
“شخصيتا مسرحية “تماس” هما (حسان وفرح) اللذين يجمعهما حدث طارئ تتسبب فيه الحرب.. حين يحدث انفجار وهجوم مفاجئين ضمن منطقة التماس التي تقع فيها دار الأزياء الخاصة بحسان والتي افترضناها منطقة العباسيين المتاخمة لجوبر وهو المكان الذي قصدته فرح لشراء فستان سهرة مما يضطر الاثنان أن يبقيا محبوسين داخل هذا المكان ريثما تنتهي الاشتباكات في الخارج مع وجود كل الاحتمالات بالموت بأية لحظة”.

ومن خلال حسان وفرح تزيل المسرحية الحواجز بين الجمهور المشاهد والبطلين؛ اللذين بدورهما يزيلان حواجز الصمت وكل ما هو مخبوء بداخليهما! يكشفان عن حكاياهما الخاصة وآلامهما، إذ أن (فرح) الشابة الجميلة هي في حقيقة الأمر خريجة الأدب العربي، لكنها تعمل سكرتيرة بسبب ظروف الحرب. فيما (حسان) هو فنان تشكيلي يترك شغفه الفني ويصبح مصمم أزياء!
.

عبير بيطار ومحمد شما في تماس

ونسأل الطحان، عن الهدف من سجن البطلين في منطقة التماس! فيقول:
“سجنهما في تلك المنطقة ومواجهتهما الموت في أي لحظة، يولد لديهما احتمالات وأحاسيس تساعد على البوح وكشف الكثير من العوالم الداخلية العميقة لديهما. بكل ما تحمله شخصياتهما من رمزيات وإسقاطات متعددة، لتتعرى مواقفهما من الحياة والحب والمجتمع؛ بقالب درامي فيه المتعة والتشويق، ويحترم عقل المشاهد بعيداً عن المباشرة في الطرح، وبذات الوقت يعكس ما آلت اليه العلاقات الإنسانية والاجتماعية والعاطفية في المجتمع السوري عبر طرح الكثير من الأسئلة التي تتطلب التفكير منا جميعا لإيجاد إجابات عليها ونتمكن من الاستمرار في الحياة وإعادة بناء الإنسان والمجتمع”.

من ناحية الإخراج وخوضه هذه التجربة يقول الطحان:
“حاولت تقديم فرجة مسرحية مختلفة عبر دمج السينما مع المسرح، وفتح آفاق بصرية جديدة على الخشبة عبر توظيف المشاهد المصورة بطريقة درامية بعيداً عن الإقحام بما يحقق المتعة الفنية والبصرية، وإيصال رسائل العرض بطريقة تحترم ذائقة الجمهور على اختلاف سوياته الفكرية والثقافية”.
.
محمد سمير طحان
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى