الفضاء ( space ) … فادي وردة
كل ما هو خارج الغلاف الجوي للأرض الممتد حتى خط كارمن الوهمي ( karman line ) على ارتفاع ١٠٠ كم عن سطح البحر يطلق عليه الفضاء الخارجي.
و يدرس علم الفلك ( astronomy ) الفضاء بما فيه من نجوم و كواكب و كويكبات و مذنبات و نيازك و ثقوب و طاقة و هي وحدات تكوين المجرات و ذلك من الناحية الرصدية و الناحية النظرية كما يدرس نظريات نشوء الكون و تطوره و مستقبله، و هو يختلف عن التنجيم ( astrology ) المهتم بدراسة الأبراج و التوقعات المستقبلية و تأثير الاجرام على حياة الإنسان و يسمى علم زائف يستخدم للتنبؤ الغيبي.
نشأ في بلاد ما بين النهرين و مارسه السومريون و البابليون و المصريون منذ آلاف السنين، وظل سائداً ومعتمداً على معطيات رصدية مباشرة بدائية مغلفة بنبوءات غير علمية حتى عام ١٦٠٩م ، حيث نقل غاليلو العالم من خلال تلسكوبه نقلة نوعية حلت فيها المعرفة و التنبؤ العلمي مكان التنبؤ الغيبي و التكهنات.
قبل الرابع من تشرين الأول سنة ١٩٥٧ م كنا أسرى هذه (الكرة) و لم تكن أدواتنا تسمح بالتخلص من براثنها إلى أن استطاع ( sputnik ) اول تابع صنعي للارض الخروج من جاذبيتها في ذلك اليوم و بعد ذلك بأربع سنوات كان “وري غاغارين” يضع حجر الأساس لتجربة ما زالت تتطور إذ استطاع في ١٠٦ دقائق الدوران حول الارض في المركبة (vostok 1) في ١٢ نيسان ١٩٦١ م لندخل عصراً جديداً لم يكن موجوداً إلاّ في روايات الخيال العلمي! كان مقدمة لهبوط الانسان على القمر ولاحقا” التكنولوجيا الفضائية المتطورة.
السماء ممتعة حد المغامرة و اليكم هذا المقطع من تراجيديا (الملك لير) المسرحية التي كتبها شكسبير بين عامي ١٦٠٣ – ١٦٠٦ م .
المهرج : إن السبب في أن عدد النجوم ليس أكثر من سبعة سبب جميل.
الملك لير : لأنها ليست ثمانية !
المهرج : نعم ، فعلا” . حقك أن تكون مهرجاً جيداً.
دائماً خيال الإنسان وحلمه باستكشاف الفضاء يسبق الإنجاز، إن هذا الجموح الطبيعي أوجد العصر الجديد وميز بين العلم والقانون الطبيعي والشك في المعلومة المتناقلة من جهة وبين موروث ما قبل النهضة العلمية.
.
*مهندس، عضو مجلس إدارة الجمعية الفلكية السورية – فرع حماه
-تابعونا على فيسبوك: https://www.facebook.com/alwasatmidlinenews
