بوتين: لا تفاوض على مصالح روسيا وأمنها
أوكرانيا تعلن حالة الطوارئ وتجهز جنود الاحتياط

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لا تفاوض على مصالح روسيا وأمنها ، مع تشديده في الوقت ذاته على أن موسكو مستعدة للبحث عن “حلول دبلوماسية” للأزمة الراهنة مع أوكرانيا والدول الغربية.
وفي كلمة متلفزة بمناسبة يوم المدافع عن الوطن الأربعاء أكد بوتين، “لا يزال بلدنا منفتحاً على الحوار المباشر والصريح لإيجاد حلول دبلوماسية لأكثر المشكلات تعقيداً”.
وأضاف: “لكن مصالح مواطنينا وأمنهم غير قابلة عندنا للتفاوض”. ويطالب بوتين الدول الغربية بضمانات أمنية، منها عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، ووقف تعزيز وجود الحلف عند حدود روسيا.
وذكر بوتين تهديدات تتعرض لها روسيا، منها “التراخي في نظام ضبط الأسلحة”، و”النشاطات العسكرية لحلف شمال الأطلسي”، مشدّداً على أن مخاوف بلاده لا تزال “بلا أجوبة”.
ووعد الرئيس الروسي كذلك بالاستمرار في تطوير قدرات الجيش والأسطول الروسيين و”التكنولوجيا الرقمية المتطورة” والذكاء الصناعي، فضلاً عن الأسلحة “فرط الصوتية”.
وأضاف: “في الوقت نفسه، فإن دعوات روسيا لبناء نظام من الأمن المتكافئ وغير القابل للتجزئة من شأنه أن يحمي جميع البلدان بشكل موثوق لا تزال دون إجابة “.
أوكرانيا تفرض حالة الطوارئ وتجهز جنود الاحتياط
وبلغ الخوف من حدوث تصعيد عسكري على أبواب الاتحاد الأوروبي ذروته منذ اعترف بوتين، الاثنين، باستقلال منطقتين انفصاليتين مواليتين لروسيا في شرق أوكرانيا، هما “جمهوريتا” دونيتسك ولوغانسك.
وأصدر الجيش الأوكراني اليوم الأربعاء أمراً بتعبئة جنود الاحتياط بعدما أمرت روسيا قواتها بالاستعداد لدعم المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون في منطقة دونباس شرقي أوكرانيا.
وقالت القوات البرية الأوكرانية في رسالة على فيسبوك “سيتم استدعاء جنود الاحتياط الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و60 عاماً. الدعوات ستبدأ اليوم. والحد الأقصى لفترة الخدمة هو عام واحد”.
كذلك، دعت الخارجية الأوكرانية، الأربعاء، مواطنيها إلى مغادرة روسيا في أقرب وقت ممكن خوفاً من تصعيد عسكري من موسكو.
وأشارت التقديرات الأخيرة إلى أن عدد الأوكرانيين الذين يعيشون في روسيا بين 1.9 مليون و 3 ملايين.
كما طلب مجلس الأمن المحلي إعلان الطوارئ في البلاد في ظل تفاقم المخاوف من غزو روسي وشيك وإصرار رئيس الكرملين فلاديمير بوتين على مطالبه رغم العقوبات الغربية.
وقال وزير الأمن والدفاع الأوكراني أوليكسي دانيلوف بعد اجتماع مجلس الأمن المحلي “ينبغي للبرلمان الأوكراني أن يصادق على هذا القرار في غضون 48 ساعة”.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي الذي طالبت بلاده الثلاثاء ب”أسلحة” وضمانات حول انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، إنه بات يدرس إمكان قطع العلاقات الدبلوماسية مع موسكو.
من جانبها، صرحت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس الأربعاء أن هناك “احتملا كبيرا” بأن يشن الرئيس الروسي غزوا شاملا على أوكرانيا ويهاجم كييف.
بالنسبة إلى الرئيس الأميركي جو بايدن، فإن الضوء الأخضر الذي أعطاه البرلمان الروسي الثلاثاء لدخول القوات الروسية أوكرانيا، هو “بداية غزو” للبلاد.
ويبقي بوتين الذي يضبط منذ البداية إيقاع هذه الأزمة، الغموض حول نواياه. وأمامه خيارات عدة إما أن يغزو أوكرانيا بالكامل أو توسيع منطقة سيطرة الانفصاليين أو انتزاع وضع قائم جديد بالتفاوض.
وتطالب روسيا المتهمة بحشد 150 ألف جندي على الحدود الأوكرانية لغزو جارتها الموالية للغرب، بتعهد بعدم قبول عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي أبدا، كما دعت مساء الثلاثاء إلى “أوكرانيا منزوعة السلاح” بالإضافة إلى تنازلات إقليمية للانفصاليين الموالين لروسيا.
وكان بوتين أعلن الثلاثاء أن روسيا تعترف بسيادة الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا على كامل منطقتي لوغانسك ودونيتسك وليس فقط على المناطق الخاضعة لسيطرتهم. لكنه أوضح أنه يجب ترسيم الحدود الدقيقة في محادثات بين الجمهوريتين الانفصاليتين وأوكرانيا.
وإذا كان بوتين ترك الجدول الزمني لإرسال القوات إلى الشرق غير معروف، سيكون التدخل الروسي هناك مبررا قانونيا بعدما وقعت الثلاثاء اتفاقات تعاون مع الانفصاليين، خصوصا على المستوى العسكري.
عقوبات غربية على روسيا:
ورغم نوايا موسكو المعلنة، اعتبر جو بايدن أن “الوقت ما زال متاحا” أمام الدبلوماسية لتجنّب “السيناريو الأسوأ” في أوكرانيا ومنع صراع دموي شامل.
من جهته، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ إنّ “كلّ الدلائل تشير إلى أن روسيا تواصل التخطيط لهجوم واسع النطاق على أوكرانيا”.
وعمدت الدول الغربية على الفور على إقرار دفعة أولى من العقوبات ردا على الاعتراف بالمنطقتين الانفصاليتين حيث تتواجه كييف مع الانفصاليين منذ ثماني سنوات في نزاع أسفر عن سقوط أكثر من 14 ألف قتيل.
وكان أبرز تدبير اتخذ في هذا الإطار، إعلان ألمانيا تعليق خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 لنقل الغاز الروسي إلى اوروبا.
وفي البيت الأبيض أعلن بايدن “دفعة أولى” من العقوبات تهدف إلى منع موسكو من الحصول على أموال غربية لتسديد دينها السيادي.
كما أعلنت عقوبات من الاتحاد الأوروبي واليابان وأستراليا وكندا وبريطانيا.
إلا ان هذه التدابير تبقى متواضعة مقارنة بتلك التي توعّدت بها دول الغرب روسيا إذا غزت قواتها أوكرانيا.. حسب تصريحات مسؤولي هذه الدول.
المصدر: وكالات
تابعونا على صفحة الفيس بوك…