كتاب “مقولات بين أرسطو وكانط” يعكس دور كل منهما في تاريخ الفكر الفلسفي

|| Midline-news || – الوسط …
روعة يونس
.
تستلزم بعض الكتب من قارئها، أن يقرأ ولا يطالع أو يتصفح فقط! كما تستلزم إلى جانب حضور المزاج القرائي، الصفاء الذهني والقدرة على الاسنتباط والتحليل.
من ضمن تلك الكتب نسوق مثالاً، كتاب (المقولات بين أرسطو وكانط) من تأليف الدكتورة أحلام عبد الله. صمم له الغلاف الفنان عبد العزيز محمد. ويقع في 333 صفحة، صدر مؤخراً عن “الهيئة العامة السورية للكتاب”.
يعتمد الكتاب على مقاربات ومقارنات بين مقولات الفيلسوفين والمفكرين أرسطو الإغريقي وكانط الألماني.
من الضرورة بمكان أن نذكّر القارئ بأن أرسطو الإغريقي ولد سنة 385 قبل الميلاد، وهو تلميذ أفلاطون وأحد أعظم الفلاسفة والمفكرين عبر التاريخ. أما كانط الألماني فقد ولد سنة 1725 ميلادية، وهو آخر الفلاسفة المؤثرين في الثقافة الأوروبية الحديثة.
وبذا فإن فارق نحو 2000 سنة بين الفيلسوفين، يضعنا أمام أفكار ورؤى ومنطلقات وفلسفة ونظريات كل منهما. بحيث يظل أرسطو سباقاً في المعرفة.
فيما تُعدّ المقولات لدى كل منهما، أدوات معرفية لكل تجربة فلسفية، ولها دلالات متباينة، باختلاف آراء وغاياتهما وأهدافهما. ويُعدّ البحث فيها، وتعريفها وتبيان طبيعتها والكشف عن أنواعها وتصنيفها، ودراسة توظيفها منطقياً وطبيعياً وأنطولوجياً ومعرفياً، من القضايا الجديرة بالبحث والاهتمام.
من هنا فإن الدكتورة أحلام عبدالله، ركّزت في تحليلاتها ومقارناتها ومقارباتها على فيلسوفين تشكّل نظرياتهما ومقولاتهما البنية الأساسية في فلسفة كل منهما، حيث مثّل كل منهما مرحلة نقدية في تاريخ الفكر الفلسفي.