
|| Midline-news || – الوسط …
روعة يونس
.
دأب الشعر دائماً على إثراء الرؤى الفكرية الأساسية التي تتعلق بقضايا الإنسان الوجودية، والإحساس بهذه الرؤى تعلّق بتشكّل الوعي والإحساس بمقولة أو مفهوم “الوطن” التي تعدّ ضمانة أساسية لوجود الإنسان.
وفي عصرنا الحديث بات مفهوم الوطن؛ عماداً أساسياً من أعمدة الثقافة المعاصرة، فمنذ بداية القرن العشرين، اقترن الشعر بولادة قوميات جديدة، أفرزها انهيار النظم السياسية القديمة، وأدى ذلك إلى ظهور الحسّ الوطني. خاصة في المرحلة التي أحس بها العرب بالخطر على الأوطان والهوية. وهذا ما عزز ظهور الوطن وتألقه في الشعر في كل البلاد العربية، وفي سورية خاصة.
ومؤخراً صدر عن “الهيئة العامة السورية للكتاب” كتاب للأستاذ الدكتور نزار عبشي، بعنوان “الوطن في الشعر العربي المعاصر في سورية” وصمم له الغلاف الفنان عبد الله القصير.
الكتاب -بحسب الناشر- محاولة جادة لدراسة فكرة الوطن في الشعر العربي الحديث في سورية، ابتداءً من مرحلة الاستقلال حتى نهاية القرن العشرين. حيث يتوقف د. عبشي؛ عند مفهوم الوطن ودلالاته وأصالته في هذا الشعر. وكذلك يعرض لجماليات الوطن والمكان، الحقيقية والمجازية ودلالاتها الاجتماعية والنفسية، وأساليب التصوير الفني للموضوعات الوطنية، ودلالات العنوان والأسماء وارتباطهما بمفهوم الوطن..
فيما يستمد الكتاب قيمته من عدة جهات، فإلى جانب مكانة الأستاذ الدكتور الباحث نزار عبشي، ودوره في إثراء المكتبة العربية بمؤلفاته، ورفع شأن الثقافة والعلم الأكاديمي، فإن متن الكتاب وما احتواه من معلومات وجهد وجوهر، يمنحه قيمة مضافة، بخاصة وأن الفبشي اختار ثنائية الزمانكية بشكل ذكي، فما أحوجنا الآن بعد هذه الحرب على وطننا، إلى أجراس تقرع ومشاعل تنير “الوطن” وتُذكّر المواطن أن لا تنسى وطنك! وطنك الذي سحر الشعراء والشهداء، ويحتاج اليوم الأبناء.
.