إضاءاتالعناوين الرئيسية

“هذا وطن”.. د.فاطمة اسبر

|| Midline-news || – الوسط
.

كنا نتحدث عن الوطن..
عادت ذاكرتي سنوات لبرنامج كان يُقدّم على محطة لبنانية، وإن لم تخني هذه الذاكرة، مثل كل خيانات حياتنا التي صارت تنعم بالسهولة! كان عنوان البرنامج “خليك بالبيت” للإعلامي زاهي وهبي.
.
يومها حاور الممثلة مريم فخر الدين، عن تجربتها الفنية وحياتها عموماً.
المهم في الأمر، أن مريم في جواب على سؤال لمحاورها، وضعت فاتن حمامة في الصف العادي بين الممثلات، رافضة أن تكون حمامة سيدة الشاشة، متسائلة: وهل باقي الممثلات جاريات؟
.
اتصل الفنان عادل إمام على البرنامج من القاهرة، وطلب أن يتكلم مع مريم، وقال لها:
“دي فاتن يامريم، دي فاتن”.. وكرر عبارته أكثر من مرة. وكأنه يحمي بقلبه وعينيه ولغته رمزاً من رموز مصر العظيمة، التي لايقبل أن ينظر إليه إلا بخشوع واعتزاز.
.
قلت، كنا نتحدث عن الوطن، وساعتها كل واحد فينا كاد ينطق بالقول:
ليتنا سمعنا واحداً من الذين أمسكوا بالمعاول؛ وأخذوا يدمرون رموز الحضارة وتماثيل الماضي وعمران الحاضر؛ في قسوة قد ينحني تحتها عدوٌ هادف لهذا التدمير .
نعم، لم تصلنا كلمة تقول: هذا وطن/ هذه حضارة.
الفنان الكبير عادل إمام ، قال: “دي فاتن” ولم يقل أحدٌ: هذا وطن.

*كاتبة وفنانة تشكيلية – سورية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى