إضاءاتالعناوين الرئيسية

“أدب نسائي” .. حسين شعبان

|| Midline-news || – الوسط …
.

قد لا يوافق معظم المثقفين على تسمية أدب نسائي، أي الرواية والفصة والشعر ووو.. الذي تقدمه امرأة. وسيقولون لا فرق في هذا المجال بين الرجل والمرأة.
وفي حادثة طريفة قيل “ان النابغة الذبياني قال: إن الشعر للرجال. فقال أحدهم: والخنساء؟! فأجاب: وهل هذه امرأة! إنها بأربع خصي”!

وبعيداً عن بياخة الذبياني، لدينا عالمياً كاتبات خارقات وعلى رأسهن اليزابيت اليندي. وفي الوطن العربي غادة السمان وأحلام مستغانمي وغيرهن.

طبعاً، يكفي غادة السمان فخراً أنها تشدّ القارئ، وأنها استطاعت أن تشدني وأنا في قلب أقذر حرب في العالم على بلدي. والصواريخ فوق رؤوسنا، والمسلحين على مرمى حجر، برائعتها “كوابيس بيروت” تروي كيف حوصرت اسبوع واحد في بيتها في بيروت. وكيف نسيت معاناتي وعشت لحظاتها العصيبة منذ 4 عقود في غير بلد وفي ظروف أقل صعوبة!
أما مستغانمي في ثلاثيتها الخالدة (ذاكرة جسد- عابر سرير- فوضى الحواس) فهي ذات سوية عالمية. رغم انحدارها إلى مستوى تجاري في روايات لاحقة مثل “الأسود يليق بك”..
ولكن! في الحقيقة؛ المرأة بوصفها كتلة مشاعر، تضمن دائماً ذاتها في كتاباتها. لذا نرى روحانية أنثوية، وعمق الأنثى في كتابتها. فأنا أعرف أي نص أو عمل أدبي بين يدي؛ إن كان لكاتب أو كاتبة من خلال ملامحه. وهذا ليس عيباً هذا نمط، منهج، ماهية، سمة أنثوية.

وحتى عندما قدمت (حماتي) السيدة سهيلة العجي مخطوطاً لرواية “أنبياء بعد الرسالة” قال لها ناقد كبير “إن هناك رجلاً كتب معك النص. فقالت: نعم إنه صهري، وما أدراك!؟ قال: لأن الدراسات الايركولوجية والميثالوجية والفنوصية الدينية ليست بالمجمل من اختصاص نسائي.

واذا استثنينا الباحثة الخارقة عالمياً “كارمن ارمسترونغ” يكون للأدب لونين بالعموم. وأيضاُ الجغرافيا والديموغرافيا والعادات. وحتى نمط الشعوب يعطي اختلافاً في شكل الأدب، فمثلاً نقول (أدب لاتيني- روسي- اسكندنافي- شرق اسيوي- هندي- صوفي- مادي- واقعي) إلخ..
في النتيجة كل هذه ذرات مترابطة في وحدة وجود الأدب العالمي؛ الذي تستطيع أن تعرف ذاتك من خلاله. فأنت إذا أردت أن تسافر إلى ذاتك عليك أن تمر عبر الآخر.
.

*كاتب من سورية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى