
|| Midline-news || – الوسط …
.
الغرفة ضيقة ..
أحد ما يعيش في زواية ليست وحيدة قريبة في السقف
يلمس وجهي في المساءات الفارغة
وأحيانا يفتعل ضجة
يقهقه في الصمت فيرد عليه الصدى
سمعته مرة يجهش بالبكاء! كنت أود أن أسأل عن السبب!
لكن، هو اعتاد صمتي، وأنا اعتدت جنونه … صخب فراغاته البائسة.
لكن، هو اعتاد صمتي، وأنا اعتدت جنونه … صخب فراغاته البائسة.
اعتاد رؤية قطرات القهوة وهي تسيل أسفل فمي حين أشربها بنهم. وأنا اعتدت أن أراه فوق الجدران يلعق البن المتبقي في قعر فنجاني.
هو يفعل ذلك عمداً كي يأكل كل النبوءات المخبأة في ظلمة القهوة.
اعتاد أن يأتي متأنقاً جداً، رغم أني لا أراه فتفضحه رائحة عطره.
يضع أسطوانة قديمة لمقطوعة كلاسيكية في آلة “الجرامافون” المعطلة منذ موت جدي!
يأخذ يدي فأتهادى معه في قلب اللحن.. وأحياناً كثيرة أرقص دون أن أريد، ودون أن تلمس قدمي الأرض. وحين تنتابني الدهشة أراه فوق الجدار بظله الأسود يرفع لي القبعة، وأحياناً يغمز بعينه البعيدة بطريقة لذيذة تلوح لابتسامتي بالتماعة شقية ليخبرني فقط أنه هنا…
ندور وندور وندور في مساحة الضيق التي نسكنها معاً..
وحين نسقط لا يرتطم جسدي بالأرض بل يرتطم بجسده…
فيتسللني دفء خفي… أغمض من لذته جفني. يزداد كلما عبثت أصابعه بأسرار جسدي، فيبتلع لهاثه كل لهاث شغفي دفعة واحدة كمن يشرب قنينة “فودكا” معتقة منذ قرن مضى.
يزداد نبضي في سباق الرغبة الخفية فأتسائل:
هل يعلم أني أتوق لاقتحامه خلوات جسدي دون أن أفصح عن الأمر ؟!
صمت ليس بطويل تتبعه شهقة في عمق المسافة؛ تمنح الظل لوناً خمرياً، وعيناً فضية، وذراعاً يستظل لونه بشعر كثيف في عمر قبلة.. تمنح دهشة السر روح ليست خيالية، ولكنها قتلت قلق المساءات بليلة شغف خرافيه.