إعلام - نيوميدياالعناوين الرئيسية

مجلة ” Foreign Affairs”: هذه أجندة الصين التي تسيطر بها على العالم

|| Midline-news || – الوسط …

في سياق الحرب الاعلامية التي تتصاعد بين الحين و الآخر فيما بين الولايات المتحدة و الصين، نشرت مجلة “فورين أفيرز – Foreign Affairs” الأميركية، الأربعاء، تقريراً  تدين فيه أجندة الصين الأيديولوجية التي تزعم أنها تسيطر بها على دول العالم.

وأشارت المجلة إلى قول الصحفي والمسؤول السابق في الحكومة الأسترالية “جون جارناوت” إن “القادة الصينيين يؤمنون دائماً بأن القوة تنبع من السيطرة على الميدان والثقافة، وأن الكلمات ليست أدوات للعقل والإقناع، بل هي رصاصات.. الكلمات مخصصة لتعريف المعارضين وعزلهم وتدميرهم”.

ويتحقق الحديث السابق داخل الصين بجلسات الدراسة الإلزامية حول الأيديولوجية الشيوعية، والاستخدام المطلوب لتطبيقات الهواتف الذكية التي تعلم “فكر (الرئيس الصيني) شي جين بينغ”. 

ويعني ذلك أيضا رقابة شديدة على جميع وسائل الإعلام، وحظر المصادر الخارجية للمعلومات من صحف أجنبية إلى “تويتر” و”فيسبوك” و”واتساب”. 

أما على الصعيد العالمي، فإن الجهود المبذولة لتوسيع نطاق هذه السيطرة على المعلومات والتعبير تجرى على قدم وساق. 

وبحسب “فورين أفيرز”، فإن كل مَنفَذْ إخباري باللغة الصينية في الولايات المتحدة مملوك تقريباً للحزب الشيوعي الصيني أو يتبع خطه التحريري. وبذلك يسمع الأميركيون دعاية مؤيدة لبكين على أكثر من اثنتي عشرة محطة إذاعية على موجة إف إم.

ويحذف تطبيق “تيك توك” للتواصل الاجتماعي، المملوك للصين، الحسابات التي تنتقد سياسات الحزب الشيوعي. ومنذ آب / أغسطس 2019، حذف تطبيق ” تويتر” أكثر من 170 ألف حساب مرتبط بالحزب، لنشره دعاية “تلاعبية ومنسقة”. 

ويذكر التقرير أنه ليس من قبيل المصادفة أن تطرد الصين العديد من المراسلين الغربيين في الأشهر الأخيرة، إذ تريد بكين أن يحصل العالم على أخبارها، وخاصة حول أصل فيروس كورونا المستجد، من أجهزتها الدعائية الخاصة.

وبالإضافة إلى التأثير على المعلومات التي يتلقاها الأميركيون بشأن الصين، يستخدم الحزب الشيوعي الصيني نفوذه بشكل متزايد للسيطرة على الخطاب الأميركي. 

فعندما غرد المدير العام لفريق “هيوستن روكتس” لكرة السلة، داعماً المتظاهرين السلميين في هونغ كونغ، أعلن الحزب الشيوعي الصيني أن ألعاب “روكتس” لن تُعرض على التلفزيون الصيني، وضغط على الآخرين المرتبطين بالدوري، بما في ذلك النجوم، لانتقاد التغريدة. 

وتحت ضغط من الحزب، أزالت شركات “أميركان” و”دلتا” و”يونايتد إيرلاينز” للطيران الإشارات إلى تايوان من مواقعها على الإنترنت والمجلات على متن الطائرة. وتعتبر الصين أن تايوان “مقاطعة منشقة” وتتعهد بإعادة توحيدها مع البر الرئيسي بالقوة إذا لزم الأمر.

ووصفت المجلة تأثير الصين “بالضاغط”، الأمر الذي دعا شركة رائدة عالمياً مثل “مرسيدس بنز” للاعتذار عن نشر اقتباس مُلهم من أقوال الدالاي لاما!!.

وسيطرت الصين على منطقة التبت عام 1950 فيما تصفه بأنه “تحرير سلمي”. لكن منتقدي سياسة الصين بقيادة الزعيم الروحي المنفي الدالاي لاما يقولون إن حكم بكين يصل إلى حد “الإبادة الثقافية”.

وقامت شركة “مترو غولدوين ماير” لإنتاج وتوزيع الأفلام الأميركية بتغيير جنسية الجيش الغازي من الصين إلى كوريا الشمالية في نسخة جديدة من فيلم “ريد دان”. 

وسعياً منها لاعتماد اتمام تصوير فيلم “مولان” للعام 2020، شكرت شركة ” ديزني” للترفيه السينمائي مكاتب الأمن العام والدعاية في إقليم “شينجيانغ”، حيث يحتجز الحزب الشيوعي الصيني ملايين الأقليات في معسكرات اعتقال.

ويصف التقرير الصادر عن المجلة، أن الأمر لايقتصر على القنوات التقليدية من الضغط و التدخل، بل يتعداها إلى مجال الاختراق الالكتروني عبر الشبكة العنكبوتية، إذ يعمل الحزب الشيوعي الصيني أيضاً على جمع بيانات الأميركيين (كلماتهم ومشترياتهم وأماكن وجودهم والسجلات الصحية والمشاركات والنصوص والشبكات الاجتماعية). 

ووفقا لمجلة “فورين أفيرز”، يتم جمع هذه البيانات من خلال الثغرات الأمنية والأبواب الخلفية في الأجهزة والبرامج والاتصالات ومنتجات أخرى، يتم تشغيل العديد منها بواسطة شركات مثل “هواوي” و”زد تي إي”، وكذلك عن طريق السرقة. 

ويزعم التقرير أن بكين اخترقت شركة “أنثيم” الأميركية للتأمين الصحي عام 2014، والمكتب الأميركي لإدارة شؤون الموظفين الذي يحتفظ بمعلومات التصريح الأمني ​​لملايين الموظفين الحكوميين عام 2015، وشركة إكويفاكس (للتقارير الائتمانية) عام 2017، وماريوت للفنادق عام 2019. 

وفي نماذج الاختراق السابقة وحدها، جمعت الصين معلومات أساسية عن نصف الأميركيين الأحياء على الأقل، بما في ذلك أسمائهم وتواريخ ميلادهم وأرقام الضمان الاجتماعي وعشرات كروت الائتمان والسجلات الصحية وأرقام جوازات السفر. 

ويعتبر التقرير أن السلطات الصينية ستستخدم هذه البيانات بنفس الطريقة التي يستخدم بها البيانات داخل حدود الصين لاستهداف الأميركيين والتأثير عليهم ومضايقتهم، وحتى ابتزازهم لقول وفعل أشياء تخدم مصالح الحزب.

ويدعي التقرير أن الصين تستخدم التجارة في الابتزاز. فعندما دعت أستراليا إلى إجراء تحقيق مستقل في أصل فيروس كورونا وانتشاره، فرضت بكين تعريفة بنسبة 80٪ على صادرات الشعير الأسترالية، وهددت بالتوقف عن شراء المنتجات الزراعية الأسترالية تماماً، وأشارت إلى أنها ستمنع الطلاب الصينيين والسياح من السفر إلى أستراليا. 

كما تردد في الآونة الأخيرة، أنه صدرت تعليمات من السلطات الصينية تأمر المستوردين بالتوقف عن شراء الفحم الأسترالي.

وتذكر المجلة أن إعادة تشكيل المنظمات الدولية هو جزء آخر من خطة الصين. فقد سعت الصين إلى مناصب قيادية في العديد من الهيئات العالمية، وهي الآن ترأس أربع وكالات من أصل 15 وكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة، أكثر من فرنسا وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.

وتستغل بكين قادة هذه الوكالات من أجل مصالحها، فقد شجع الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات “تشاو هولين” بقوة مبيعات هواوي، ومنع الأمين العام لمنظمة الطيران المدني الدولي “فانغ ليو” تايوان من المشاركة في اجتماعات الجمعية العامة، وتستر على اختراق إلكتروني صيني للمنظمة. 

ومكّنت عضوية الصين في مجلس حقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة، الحزب الشيوعي الصيني من منع انتقاد انتهاكاته في هونغ كونغ والتبت وشينجيانغ. 

ويختم التقرير أنه في كثير من الحالات، يمتد تأثير الحزب الشيوعي الصيني إلى رؤساء المنظمات الدولية، حتى لو لم يكونوا صينيين. فقد كرر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية “تيدروس أدهانوم غيبريسوس”، الحديث الصيني المضلل بشأن تفشي فيروس كورونا المستجد، كما عارض قيود السفر الدولية على الصين، بينما أشاد بالقيود المفروضة على السفر المحلي بداخلها.

المصدر: Foreign Affairs

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى