رؤى حمزة: أتمنى تقديم برنامج تلفزيوني.. والتخلص من الكرسي المتحرك لأخدم بلدي بشكل أفضل
يغطي "ذوي الهمم" فئة "الاحتياجات الخاصة" ويعرض لمواهبهم وحكاياتهم وتطلعاتهم

|| Midline-news || – الوسط …
حوار: روعة يونس
.
مشت رؤى حمزة مشوار حياتها على كرسي متحرك. فمنذ سن السادسة عشر، تسبب لها خطأ طبي في إعاقة بطرفيها السفليين، استدعى استخدامها الكرسي المتحرك. لكنها صححت الخطأ، بمسيرة حياتية صائبة وقرارات شجاعة جعلت منها صحافية لامعة عمرها 28 نجمة.
نعم، مشت الجميلة رؤى حمزة، تقود الآمال والعمل والجهود والطموح.. فاتبعت الدورات الأكاديمية والتعليمية دورة إثر دورة، وجميعها تصب في تعلم الصحافة ومجالاتها.. وأطلقت أكثر من برنامج، وتحركت رغم الإعاقة من الصحافة المكتوبة إلى الإعلام المرئي، عبر المواقع الإلكترونية. وبات لديها برنامجاً دورياً “ذوي الهمم” حدثت “الوسط” عنه وعن بعض محطات في رحلتها، التي نتمنى لها أن تتابعها كما تحب وتطمح…
“أول شمعة”
لنبدأ من دراستك وأولى خطواتك العملية باتجاه العمل الصحفي- الإعلامي؟
درست بداية “إدارة أعمال” لكنني لم أكمل دراستي بسبب بعض الظروف التي واجهتها خلال الحرب على سورية آنذاك، إنما لم أتقاعس وأتوقف عن تثقيف نفسي، والتفكير في بدائل. ما دفعني -انطلاقاً من تجربتي الشخصية- إلى إشعال أول شمعة تتمثل في إطلاق برنامج يُعنى بذوي الإعاقة الجسدية، في منطقتي “صحنايا” تحت عنوان “حقن نوقف حدّن” خاصة أنني قارئة جيدة وأحب الإعلام وأتابعه، وأمتلك أرضية معقولة لطرح هكذا برنامج. وهدف البرنامج إلى الدمج بين ذوي الإعاقة وسواهم. قدمت خلاله مجموعة كبيرة من الأفكار والأشخاص، واستمر البرنامج طيلة 7 أعوام. نلت على اثره شهادة خبرة. والأهم أنني ساعدت فئة من الناس كانت بحاجة لإيصال صوتها ومواهبها واحتياجاتها وآرائها.
كيف دعمتِ خبراتك تلك وعملتِ على صقلها؟
تطوعت في مركز “همس- للطفولة” للتعمق أكثر في التعامل مع ذوي الإعاقة، واطلعت بذلك على مجموعة كتب ومعلومات وخطط، ونلت بذلك شهادة خبرة. ما دفعني إلى مجال آخر أوسع هو الإعلام و”السوشال ميديا”.
لقد بدأت في درب الإعلام من خلال مبادرة “عدسة سلام” أقيمت في دمشق، وكانت تضم فئات (التصوير، والتصميم، وصناعة الأفلام، والصحافة والإعلام). فشاركت بها وتلقيت علومي الأكاديمية، وكنت من الأوائل في الصحافة والإعلام. ومنحت شهادة إلى جانب شهادة خبرة. حيث قدمت لي مكافأة التدريب من قبل الصحفي الأستاذ ماهر المؤنس في إذاعة “شام. اف ام” لمدة شهرين. تعلمت فيها أسس التحرير الصحفي.
“صحافة وإعلام”
ماذا عن دخولك عالم الصحافة والإعلام في “المواقع الإلكترونية”؟
حقيقة خضت مجال التحرير في عدة مواقع إلكترونية، منها: (معاق نيوز، دكتور اكس، مجلة آفاق ذوي الاحتياجات الخاصة البريطانية) وغيرها.. منذ صغري وأنا شغفي الإعلام، وطموحي أنا أكون معدة ومقدمة برامج، لكن للآسف الظروف منعتني من تحقيق حلمي بدراسة الإعلام في الجامعة. وعندما جاءت مبادرة “عدسة سلام” وتجربتي كمتدربة بإذاعة “شام اف ام” على مبادئ التحرير. شكّل ذلك أول خطوة لي للعمل الإعلامية. وعندما أصبح لي وجوداً في بعض “المواقع الإلكترونية”، قررت أن أحول العمل الكتابي إلى عمل مرئي، فكانت فكرة “مفاتيح الهمم” مع الأستاذ ماهر شبانة، مدير جمعية “شمعة أمل” ومدرب التنمية البشرية، فكان له الدور المهم ونقطة التحول في حياة رؤى ومساعدتها على بلوغ الهدف من خلال برنامج “مفاتيح الهمم”.
إذاً.. أنتِ الآن تعدين وتقدمين البرنامج، حدثينا عنه؟
يُعنى البرنامج يعنى بذوي الإعاقة، ويسلط الضوء على قصص وإبداعات ذوي الهمم، والصعوبات التي تواجههم، والحلول التي يجب اتخاذها.
بدأنا البرنامج في شباط 2019 من خلال معدّات بسيطة. وإمكانات غير احترافية، كاميرا عادية وسماعات اذن. لكن كنا نملك روحاً وثابة وتطلعات كبيرة. وتمكنا من إنجاز عشرات الحلقات مع مواهب لديهم تأثير وبصمة وطموح. ويتم تسويق الصفحة عبر حسابات عديدة في “السوشال ميديا”.
“نجاح وتكريم”
إلى أي حدّ تعتقدين أن البرنامج حقق النجاح والأهداف؟
حصل البرنامج على مجموعة إشادات وتكريمات. ونلنا شهادات تقدير من عدة جهات، منها جمهورية مصر العربية. والمركز العربي للإعلام المتخصص لذوي الإعاقة. أيضا ً كان هنالك تكريم في المركز الثقافي- أبو رمانة- والمزة. ومؤخرأ تمّ تكريمنا في ملتقى “يوم المرآة العالمي” بطرطوس. فضلاً عن إشادة الإعلام المحلي بجهود البرنامج وحضوره في ساحة الإعلام الإلكتروني.
والآن ماذا عن أحلامك الشخصية وطموحاتك المهنية؟
على الصعيد المهني أطمح في الحصول على فرصة تقديم برنامج سواء إذاعي أو تلفزيوني، لأوصل صوتي وصوت كل شخص من ذوي الهمم. بخاصة أننا فئة مصابة لكننا نعمل ونكافح ولا نستسلم.
أما على الصعيد الشخصي أتمنى أن أواصل العلاج في الخارج، ليس فقط كي أتخلص من الكرسي المتحرك! بل لأتمكن من مساعدة مجتمعي وبلدي بشكل أفضل.