العناوين الرئيسيةدراسات وأبحاث

خسائر فادحة .. بشرياً: أكثر من مليون قتيل .. مادياً: 350 مليار دولار .. تفاصيل من الحرب العراقية الإيرانية ..

ιι midline-news ιι .. الوسط ..

 

أسفرت الحرب العراقية-الإيرانية خلال القرن الماضي، عن خسائر فادحة، حيث قتل فيها مليون شخص، فضلاً عن خسائر مالية وصلت إلى 350 مليار دولار.

ورغم عدم وجود نية عند أي من الطرفين لتدمير الآخر، فإن حرب صدام حسين قد فشلت تماماً، بحسب تقرير مجلة “ناشيونال إنترست” الأميركية.

وقد استيقظ العالم في 22 ايلول 1980، على أخبار هجوم عسكري أطلقه صدام على إيران، بعدما شك في ضعف الجارة الشرقية، أعقاب الثورة الإسلامية في فبراير 1979.

ورغم أن صدام كان واثقاً من تحقيق نصر سريع يسترد فيه أراضٍ محتلة ، ويستطيع من بعده تزعم العرب، فإن النتائج كانت مغايرة لما تمنى .

وتعتبر العداوة بين الخميني وصدام حسين، صفحة أخرى في تاريخ العداوة بين الجارتين، الذي يعود إلى أزمنة سحيقة، بداية من إمبراطوريات ما بين النهرين القديمة، وصولاً إلى ستينيات القرن الماضي، وحتى الحرب الإيرانية-العراقية في ثمانينيات القرن الماضي.

واستطاع صدام حسين في بداية الحرب تحقيق انتصارات متتالية إلى أن سيطر على مدينة خرمشهر في 10 نوفمبر 1980، وكانت هي النقطة التي بدأ يفقد فيها الجيش العراقي مبادرته الهجومية.

حاول الجيش العراقي السيطرة بعدها على مدينة عبدان إلا أن حامية إيرانية مكونة من 10 آلاف مقاتل، وخمسة آلاف عنصر متطوع، و50 دبابة، استطاعت منع الجيش العراقي من السيطرة عليها.

وتميزت الشهور الستة الأولى من عام 1981 بالجمود على جبهات القتال، ولكن في يونيو تعرض الجيش الإيراني لخسائر فادحة جراء هجوم أطلقه الرئيس أبو الحسن بني صدر، والذي أدى إلى استقالته في نهاية المطاف.

لكن بحلول ايلول 1981، بدأ الإيرانيون بإحراز تقدم من خلال فك الحصار على مدينة عبدان، على يد قوة من الحرس الثوري والقوات النظامية التقليدية، حيث أجبروا العراقيين على الانسحاب إلى نهر قارون.

وبعد شهرين من هذا التاريخ، قاد الإيرانيون هجوماً آخر مضاد في شمال غرب منطقة الأحواز، وفي مارس 1982، هَزَمَ الإيرانيون العراقيين في منطقة دزفول وشوش.

بعدها أطلق الإيرانيون هجوماً واسعاً لاستعادة خرمشهر، حيث استطاعوا تحريرها من أيدي القوات العراقية بحلول نهاية مايو.

وباستعادة إيران لخرمشهر، تكون المرحلة الثانية من الحرب قد انتهت، بخسائر فادحة في الأرواح، منذرة بالمرحلة الثالثة (من حزيران 1982 إلى اذار 1984)، وهي الهجوم الإيراني على الأراضي العراقية والذي بدأ بمحاولة احتلال البصرة دون نتائج تذكر.

وفي 6 اذار من العام 1984، اندلع فصل جديد في الحرب الإيرانية-العراقية تمثل في حرب الناقلات، حيث استهدف الطرفين ناقلات البترول والسفن المارة في المياه الإقليمية للبلدين والبلدان المجاورة.

وفي اذار 1985، حاولت إيران مرة أخرى السيطرة على البصرة من خلال عملية /بدر/ التي شارك فيها نحو 55 ألف عنصر من الحرس الثوري، ورغم تحقيق بعض الانتصارات، خسر الإيرانيون معظم الأراضي التي سيطروا عليها.

حاول الإيرانيون مرة أخرى السيطرة على مدن عراقية مرة في شباط 1986، من خلال هجوم واسع اعتمد على 200 ألف جندي إيراني، إلا أنه لم ينجح.

لكن استطاعت إيران السيطرة على شبه جزيرة الفاو بفضل التكتيكات البرمائية الإيرانية، بعد أن أخطأ العراقيون في تقدير الموقف، وتباطؤوا  في الاستجابة للهجوم.

أطلق العراقيون في نفس العام هجوماً مضاداً واسعاً، وذلك لمنع أي هجوم إيراني محتمل على العاصمة بغداد، وبالفعل سيطر العراقيون على مدينة مهران الإيرانية، إلا أن الإيرانيين تمكنوا من استعادتها .

وفي 23 كانون الثاني، أطلقت إيران هجوما جديدا على شط العرب، قوبل بمقاومة عراقية جعلته بلا طائل، وقد خسر العراقيون في هذه المعركة القصيرة نحو 12 ألف جندي.

أطلقت إيران في بداية 1987 هجوماً آخر على البصرة، باستخدام قوة مكونة من 60 ألف مجند.

وتقدم الإيرانيون بالفعل وبدأوا في تحقيق نجاحات على حدود البصرة، إلا أن الجيش الإيراني مُني بخسائر فادحة مع مرور الوقت بفضل الطيران العراقي، حيث عانت إيران من خسائر بشرية في هذه المعركة وصلت إلى 40 ألفاً بين مصاب وقتيل.

حاولت إيران الضغط مر أخرى في شباط بعد خطاب لمرشد الثورة الخميني، قال فيه إن الحرب مع العراق مقدسة، متعهداً بالنصر، إلا أن محاولات السيطرة على البصرة باءت بالفشل.

وبحلول عام 1988، كان الطرفان يعانيان خاصة إيران، بعد تعرضها لخسائر عسكرية كبيرة، وإفلاس البلاد، ما دفع الخميني إلى قبول محادثات وقف إطلاق النار، وفي 8 أغسطس كانت الحرب قد وضعت أوزارها بالفعل.

وقد عانى الطرفان في نهاية الحرب من خسائر فادحة، خاصة الطرف الإيراني الذي عانى خسائر بمقدار 3 إلى 6 مرات مقارنة بالعراق، حيث تخطت الخسارة البشرية الإيرانية المليون قتيل فضلا عن 2 مليون إيراني دون مأوى.

على الجانب الآخر، أصبحت مدينة البصرة مهجورة بالفعل، فيما أصبح عدد كبير من العراقيين دون مأوى أيضا.

وخلص تقرير “ناشيونال إنترست” إلى أن الجانبين لم يستطيعان تحقيق أكثر أهداف الحرب تواضعاً، فالحدود لم تتغير، والجيشان انتهى بهم الحال بعد الحرب دون تغيير في توزيع القوة والنقاط باستثناء الخسائر التي تعرضوا لها، فضلا عن أن الطرفين قد أنفقا نحو 350 مليار دولار في حرب لا طائل منها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى