كـورونـا تتأرجح بين شماعةٍ للفاسدين ورصاصةِ رحمةٍ للمُـعَـتَّـرين .. نسرين جردي ..

ιι midline-news ιι .. الوسط ..
ربما تكون مواجهة الشعب السوري لفيروس “كورونا” بالتجاهل مؤشراً حقيقياً على امتلاء ظهورهم بالطعنات المؤلمة، فعلى الرغم من تسريب الشاشات العالمية للعدد الهائل لضحايا هذا “الفيروس”، إلا أن السوريون لازالوا يتعاملون معه بسياسة عدم الاكتراث والسخرية !!.
يقال أن هنالك تعتيماً إعلامياً للحكومة على وجود هذا الوباء ، في الوقت الذي من المفترض أن تكون الشفافية في هذا الموضوع هي الفرصة الأخيرة لاستعادة ثقة الشعب بها .. وبكل الأحوال ، من المؤكد أن الشعب السوري ليس منغاظاً من عدم تسجيل إصابات لديهم، لكنه على ما يبدو سئم من حكومةٍ أثبتت وبجدارة عدم قدرتها على إدارة الأزمات.
وبما أن الحرب “كَـرٌّ وفَـر” ، وجدَ الشعب السوري أعذاراً استباقية للحكومة على تقصيرها في معالجة ما يصيبه من جائحات كثيرة أهمها الفقر والغلاء الفاحش والاستغلال من قبل التجار ، بمقارنتها بما يقدمه الجيش من انتصارات.
لكن الغريب فيما يحصل اليوم، أن أبسط بائع متجول أو على “البسطات” المنتشرة على الأرصفة ، لا بد أن يضع في حسبانه وجود خطط احتياطية “أ،ب،ج” قبل أن يفتتح مشروعه ، خشيةَ تعرضه لأزمةٍ قد تودي بمشروعه البسيط إلى االفشل ، أما حكومتنا فلا تزال تواجه الأزمات بعقول متفاجئة ، ووجوه مندهشة ، وعيون مفتوحة ، وتعالجها بالدعاء والابتهال لإيجاد حلول من السماء ، وانتظار أن يحل الصيف بحرارته المنشودة للقضاء على “كورونا” ، تاركين العقل في إجازة مفتوحة قبل وبعد المفاجأة !!..
لا شك بأن الحل الأفضل لمواجهة انتشار الفيروس هو “الحجر الصحي” والإبتعاد عن التجمعات .. لكن السؤال الذي يفرض نفسه : هل استطاعت الحكومة أن تضع خطةً لتأمين احتياجات الناس الحياتية اليومية ، وهل تسعى لتجد حلولاً لمعاناتهم وأبرز مشاكلهم قبل حجرهم ؟!..
استطلاعات الرأي على شاشات التلفزة تُشير إلى أن المتواجدين في الشوارع هم أبناء الطبقة العاملة الفقيرة والمعترة التي تحتاج إلى تأمين خبز أطفالها وحاجياتها الأساسية للاستمرار في العيش ، لكن .. ماذا عن الذين يعملون في القطاع الخاص، أو تحت مسمى “المياوم” ؟!..
أين المواد المعقمة التي من المفترض أن توزع على الموظفين بكافة الوزارات .. هل طالتها قبعة الإخفاء ؟!..
ما هي الشوارع التي يتم تعقيمها من قبل المحافظة ؟!.. ولماذا لم تدرج أحياء العشوائيات ضمن خططها ؟!.
هل سيخضع من يؤمن لأصحاب ربطات العنق وزوجاتهم متطلباتهم اليومية للحجر الصحي ؟!..
اليوم .. أسعار المواد المعقمة والمطهرة تفوق أسعار الكحول المهربة في الحانات !!.. ،
“كورونا” تتأرجح بين السوريين بشرائط /DNA/ مذهولة .. وباتت في حيرة من أمرها !! إلى أي طرف ستميل وتنتمي ؟..
هل سينجح تجار الأزمات باستقبال الزائرة “كورونا” لتعليق فسادهم الفاحش على شماعتها لترويج المعقمات ؟!.. أم ستتلقاها رئات الفقراء برحابة صدر بمثابة “رصاصة الرحمة” .
الشكر يبقى للحكومة التي علمتنا كيف نغسل أيدينا .. ويا مرحباً بالزائرة الجديدة “هانتا” ..