تسرد قصة لوحتها “سبايا.. ضحايا” عبير أحمد: فجيعة الفتيات كانت مغطاة لا تشبه حالهن، فعريتهن لأصفع المجتمع!

|| Midline-news || – الوسط …
روعة يونس
ثمة لوحات في الفن التشكيلي، لا حاجة بها لعناوين! فالفكرة، أو مجرد نظرة من المتلقي، ستجعله يختار عنواناً لها. والأغرب، حين يجمع المتلقون على عنوان واحد!
اللوحة أعلاه خير مثال.. مجرد لمح شخوصها (فتيات شابات) سنردد: سبايا، ضحايا، مستعبدات. ولن ينصرف تفكير أي منّا إلى العري أو أجساد الفتيات.
صحيح أن المرأة منذ عصور بعيدة كانت دائماً ضحية الحروب والاقتتال والعنف وحتى التقاليد الاجتماعية والأعراف الظالمة. وصحيح أنها لا تزال تباع وتشترى في كثير من الأماكن حول العالم! العالم القاسي الشرير المستبد. لكن اللوحة هنا للفنانة الجميلة عبير أحمد التي تخوض في فنها أفكاراً جريئة ومنطق ومناطق لم يسبقها إليها زملاء وزميلات لها (مدركة أنها تدفع ثمن خيارها) فهي تعري في لوحاتها (العارية) عري المجتمع والعقول والفكر العفن! تحمل قصة واقعية محزنة مخزية، مؤلمة مفجعة، تصوّر سبي واغتصاب وقهر وذل الفتيات “الازيديات” على أيدي “الدواعش” عراة العقول والقلوب والضمائر والشرف والدين والأخلاق..
سبي متنوع !
تمّ اقتناء لوحة “سبايا.. ضحايا” بمجرد إنجاز فنانتنا عبير أحمد لها. إذ تخبر “الوسط” عن اللوحة وتقول:
“لقد وقعت أنا أيضاً أسيرة الحزن والصدمة والوجع، بمجرد أن تحدث العالم عن أسر وسبي الفتيات الازيديات. ولم أقتنع بالصور والاسكتشات والمسرحيات التي تمّ تقديمها عنهن. لأنها كانت “مخففة” لا تعكس حجم الفجيعة. كانت معاناتهن ونكبتهن مسترة ومغطاة، لا تشبه حالهن! لذا قررت رفع الغطاء والثياب عنهن، وعن حال المخطوفات المقهورات، ضحايا الحروب والإرهاب والفكر الظلامي العفن، كي أصفع المجتمع وأصدمه لربما أساهم في أن يتحرك”.
وتسترسل الأحمد مضيفة “اللوحة بالألوان الزيتية على كانفس، وبحجم 50/50. وهي ليست اللوحة الوحيدة التي تناولت فيها قضية المرأة السبية. فثمة سبي جسدي وآخر روحي وآخر فكري. ثمة سبي للعقول والأفكار.. لكن لوحتي هذه تحديداً عن سبي الازيديات”.