صرخات اكتشاف المعجزة السورية .. بين قسد والجامعة العربية .. بقلم عزة شتيوي ..

|| Midline-news || – الوسط ..
في لحظات سقوط كل النظريات وشخوص المراهنات على الأرض هنا…ثمة من صرخ مكتشفا (معجزة سورية)…أستاذ التاريخ جون كول لم يكن المدون الأول والأخير لما يدهش من تفاصيل الحدث السوري وليس وحده من اكتشف هذا التعبير..
هناك صرخات أخرى توازي ماقاله كول عن (المعجزة) بل وأكثر.. بما نرى من الزحف العكسي للكثيرين وأخرهم أولئك الذين اصطدم رأسهم بجدران الفدرلة الوهمية قبل أن يكتشفوا ان سورية لاتقبل القسمة إلا في رغيف الخبز..
على مبدأ أن تأتي التوبة الوطنية متأخرة قبل أن يجعلهم ترامب طعماً سهلاً لأردوغان… هكذا هربت (وحدات الحماية الكردية) من المواجهات الحقيقية.. وهي التي تغنت ببطولات خلبية على داعش ورقصت كثيرا برأس البغدادي فوق حدود الإدارة الذاتية ومشاريع (روج افا).
هل يفوق أردوغان البغدادي في الوحشية…ام ان الرئيس الأميركي اعطى الاشارة للسلطان العثماني لحرق جزء من ورقة الأكراد على نار سياسية باردة..والتفاهم فوق الرماد من مبدا ان الاختلاف في المصالح لن يشعل الخلاف بين واشنطن وأنقرة..
فجأة تذكر الأخوان (قسد ومسد) أن أميركا وتركيا عضوان في حلف الناتو.. وأن مشروع (روج افا) لم يقصد فيه التعدي على وحدة التراب السوري بل هو (يافطة) أساءت التعبير عن بعض المطالب السياسية للإصلاح…هي الآن وفي ظروف التورط الكردي خطأ مطبعي!!!
لندع الأخطاء المطبعية والوطنية والتي فتحت في الشمال ثقباً لدخول الاحتلال الأميركي جانبا ..ونناقش الخطأ الآخر في الاستغاثة من أردوغان وتناسي القوات الأميركية في شرق الفرات مرة أخرى..
بل أن الخطأ الأكبر هو في تقييم الحالة على الأرض السورية وإن الجيش العربي السوري هو من يحمي السيادة وليس بحاجة إلى التعاون والمناجاة ويتجه صوب الشمال كما اتجه من قبل صوب وسط البلاد وجنوبها وأسقط الإرهاب والمشاريع الغربية في كل بقعة فيها… فبأي آلاء البندقية السورية بعد يكذب آردوغان وترامب وأولئك الذين حملوا يافطة (روج افا) ليرموها في هروبهم الثاني السريع!
هناك من خرج محرضاً يقول: إن الروس يبتسمون لحال (وحدات الحماية الكردية) في منبج وتل أبيض وغيرها…وإنها مؤامرة من عيار التنازلات المتبادلة بين موسكو وأنقرة…قد يكون التصريح من (قسد) ولكن الحنجرة أمريكية بحتة.. لم يتعظ هذا العقل ولم ينضج سياسياً بعد!!
فالتصريح لرمي الفتنة ونقلها للعملية السياسية الجارية حول اللجنة الدستورية…
المبعوث الاميركي جيفري الذي نعى آستنة يرقب بفزع قيامتها القادمة في جنيف لبحث تعديل الدستور بين السوريين… والسوريون فقط وهي الخطوة الاولى…
فالكلمة الأخيرة في الدستور قبل أن تنطلق كل السجالات هي للشعب السوري… فالسوريون في السياسة كما في الميدان لا يقبلون للخطوات الأخيرة إلا أن تكون لهم وحدهم..
السوريون هم أصحاب القرار وماحولهم من صرخات حول معجزتهم لهم الخيار في سماعها.. حتى لو كانت من أكبر الحناجر أو أكثرها اختناقاً..الحناجر الحقيقية منها والمستعارة…وما نسمعه اليوم منها داخل البرلمان العربي على اختلاف نياتها لعودة دمشق إلى مقعدها…ليست إلا للاستغاثة..فاللون العربي والعروبي المخطوف بات تائهاً في رميه على قارعة الصفقات… بات يحتاج لمن يرميه بغيث المعجزة السورية …