19 عاماً على استشهاد راشيل كوري في غزة

في مثل هذا اليوم 16 مارس/ آذار، من عام 2003 ..وقبل 19 عاماً كان استشهاد الناشطة الحقوقية الأمريكية راشيل كوري في غزة.. على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي.
كوري وهي من مواليد 10 أبريل/ نيسان 1979 في أولمبيا بواشنطن، لقيت حتفها عام 2003، بعد أن تحدت الآلة العسكرية الصهيونية، ووقفت أمام جرافة حاولت هدم منزل فلسطيني في «رفح» (جنوب قطاع غزة)، ليكون مصيرها الاستشهاد بعدما داستها الجرافة وسحقت عظامها. كوري الحاضرة دائماً رغم غيابها في الجسد استحضرت اليوم، على منصات التواصل الاجتماعي، لإحياء ذكراها، واستذكار بسالتها.

نشرت صورها، لحظة وقوفها أمام الجرافة الإسرائيلية، واستحضر استشراسها في الدفاع عن القضية الفلسطينية. وكانت راشيل كوري، التي رفعت شعار «كن إنساناً»، عضوة في «حركة التضامن الدولية»، حضرت الى الأراضي الفلسطينية في كانون الثاني (يناير) 2003.
الناشطة الأميركية كانت تعتقد بأن سترتها البرتقالية الدالة على انتمائها الى منظمة دولية، ستحميها من بطش ووحشية الإحتلال وتستطيع إيقاف الجرافة العسكرية التي قامت بهدم بيوت الفلسطينيين، وعندما كانت تنادي بمكبّر الصوت على الجنود الإسرائيليين داخل الآلة العسكرية، في محاولة لإيقافهم عن تجريف المنازل، دهستها الآلة بشكل متعمّد.. و سرعان ما سقطت أرضاً وخرجت جثة الى بلادها ملفوفة بالعلم الأميركي.
ومعلوم أن محكمة الإحتلال الإسرائيلي كانت قد برّأت قاتل كوري، بعدما رفضت دعوى مدنية رفعتها عائلتها. ولفتت الى أنها «وصلت إلى استنتاج يشير إلى عدم وجود إهمال من قبل سائق الجرافة، وأنه لم يرها قبيل دهسها»، وتمخض التحقيق الإسرائيلي عن عدم تحميل المسؤولية للجندي الإسرائيلي سائق الجرافة العسكرية.
19 عاماً على استشهاد راشيل كوري في غزة
يُذكر أن كتابات راشيل، التي نُشرت بعد استشهادها، أضحت رمزاً للحملة الدولية المذكورة، وحوّلت هذه الكتابات إلى مسرحية حملت عنوان «اسمي راشيل كوري»، وتحدثت فصولها عن حياتها، كما جالت المسرحية مناطق مختلفة من العالم، بما في ذلك الضفة الغربية وقطاع غزة.
وتعتبر كوري، أول ناشطة سلام دولية تقتل بينما كانت تحتج على عملية هدم للمنازل الفلسطينية تقوم بها قوات الاحتلال.
وشكّل نبأ مقتل الناشطة كوري في غزة، صدمة لدى المواطنين والجهات الحقوقية والرسمية، وذلك لأنها مواطنة أمريكية، وجاءت فقط للدفاع عن فكرة السلام باستخدام الوسائل السلمية المتعارف عليها دولياً.
وخلال السنوات الماضية، عملت مؤسسات محلية ودولية على تخليد ذكرى واسم راشيل كوري، من خلال إطلاق اسمها على فعاليات متنوعة وإنتاج أفلام تحمل اسمها.
ومن رسائلها الأخيرة التي أرسلتها لأهلها قبل استشهادها تقول فيها: “أعتقد أن أي عمل أكاديمي أو أي قراءة أو أي مشاركة في مؤتمرات أو مشاهدة أفلام وثائقية أو سماع قصص وروايات لم تكن لتسمح لي بإدراك الواقع هنا، ولا يمكن تخيل ذلك إذا لم تشاهده بنفسك، وحتى بعد ذلك تفكر طوال الوقت بما إذا كانت تجربتك تعبر عن واقع حقيقي”.