150 مليار دولار.. صادرات الهند من تكنولوجيا المعلومات
أعلن رئيس الوزراء الهندي “ناريندرا مودي” أن استخدام التكنولوجيا سيساعد الهند على تحقيق هدفها في أن تصبح دولة متقدمة بحلول عام 2047 مشيراً إلى البنية التحتية الرقمية الضخمة والحديثة التي يتم تأسيسها لتتأكد من حصول جميع المواطنين على فوائد الثورة الرقمية.
وقال مودي في كلمة أمام ندوة عبر الإنترنت بعد إقرار الميزانية عنوانها: “إطلاق الإمكانات: تخفيف سبل المعيشة باستخدام التكنولوجيا”: إن الحكومة تريد خفض تكلفة امتثال الأنشطة التجارية الصغيرة وطلب من القائمين على تلك الصناعة صياغة قائمة بعناصر بالامتثال غير الضرورية التي يمكن شطبها.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن الهند تعمل على تأسيس بنية تحتية رقمية حديثة والتأكد من تمتع كل قطاعات المجتمع بفوائد الثورة الرقمية.
وقال مودي: إن التقنيات مثل تقنية الجيل الخامس (جي 5) والذكاء الاصطناعي تتصدر المحادثات الآن وهي بصدد تحويل مجالات مثل الطب والتعليم والزراعة وغيرها من القطاعات الأخرى مضيفاً: الآن لا يوجد حائل بين مظالمكم وبين الإنصاف إنها التكنولوجيا فحسب.
وتعتبر التجربة الهندية الكبيرة في مجال تكنولوجيا المعلومات مثيرة للإعجاب وحققت إنجازات كبيرة حتى أصبحت صادرات الهند حالياً من تكنولوجيا المعلومات ما يقرب من 150 مليار دولار.
وتعد مدينة الهاي تك سيتي (مدينة صناعة تكنولوجيا المعلومات) واحدة من مدن المعلومات المنتشرة في الهند وأهمها بالطبع في بنجالور وفق للخطة الاستراتيجية للدولة للنهوض بقطاع تكنولوجيا المعلومات خلال 20 عاماً بدأت في نهاية التسعينات وبالفعل حققت المعدلات المتفق عليها
ولا يقف الطموح الهندي لا يقف عند هذا الحد كما قال أومكار راي مدير عام مناطق تكنولوجيا البرمجيات في الهند فبلاده تستهدف زيادة حصتها السوقية من منتجات البرمجيات في العالم بمقدار 10 أمثال بحلول 2025.
وتستحق التجربة الهندية في مجال صناعة تكنولوجيا المعلومات الدراسة والمتابعة والاستفادة منها فلم تصل الهند الى هذا المستوى الا في وجود نحو 4.47 مليون مهندس هندي يعملون في هذه الصناعة فقصة الصحوة الاقتصادية ومنها التكنولوجية مثيرة ومدهشة مثل قصة الهند أم العجائب.
وتركز الهند حالياً على كل التقنيات الصاعدة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والبيانات التسلسلية إلى جانب دعم القطاعات ومراكز التفوق المحددة.
ومن المتوقع أن يعود الاقتصاد الهندي إلى مكانته كخامس أضخم اقتصاد على مستوى العالم في 2025 والصعود إلى المركز الثالث بحلول 2030 متجاوزة المملكة المتحدة وألمانيا واليابان حسب مركز أبحاث الاقتصاد والأعمال البريطاني
ويذكر أن خطة الهند بدأت ببساطة عام 1998 بقيادة مهندس اسمه باليجا وكان يشغل منصب رئيس مؤسسة تطوير الإلكترونيات الحكومية ومنحته الحكومة الهندية الثقة وكافة الصلاحيات بعد دراسة خطة للنهوض التكنولوجي على مدار 10 سنوات بدأت بتخصيص منطقة كبيرة فى جنوب مدينة بنجالور الفقيرة لتنفيذ “مجمع المدينة”..لتكنولوجيا المعلومات.
وبعد عام واحد أصبح هناك 7 معاهد تكنولوجية متطورة التحق بها ٥٠ ألف طالب متفوق تم منح كل واحد حاسوب آلي (لا بتوب) وخط للإنترنت مجاناً وبعث بحوالي 2400 طالب متفوق منهم للدراسة فى أمريكا وانجلترا وألمانيا.
وبدأت خطة جذب الشركات الأجنبية المتخصصة ومنحها المزايا والاعفاءات بشرط تشغيل ألاف هندي لدى كل شركة.
ونجح المشروع وانتقلت اكبر 103 شركة تكنولوجية عالمية مثل: فيربو هيوليت باكرد، موتورولا، إنفوسيس، سيمنز، آي تي ، ساتيم.
وأثمرت التجربة عن إنشاء 1500 شركة هندية خالصة لعمل البرامج و الكول سنتر وقررت الحكومة الهندية انشاء ثلاث مدن اليكترونية فى مدن هندية أخرى.
وتصدر بنجالور وحدها برامج وخدمات تكنولوجية بحوالي ٣٣ مليار دولار مع أن عدد السكان في هذه المدينة تضاعف ٤ مرات فى آخر ٢٠ سنة من ٣ مليون إلى ١١ مليون نسمة إلا أن متوسط دخل الفرد زاد ١٢ مرة وأصبحت بنجالور مدينة عصرية حديثة.
ولم يقف الطموح عند ذلك حيث تم تدريب نحو 4 ملايين طالب في 1832 مؤسسة تعليمية متخصصة في التكنولوجيا الحديثة من تقنيات البلازما والنانو والخلايا الجذعية وكل المجالات الحديثة فى العالم لتلحق بركب التطور .
المصدر: د ب أ- اليوم السابع
صفحتنا على فيس بوك – قناة التيليغرام – تويتر twitter