كاسك يا وطن

الحكومة وأيـام الـشـوارب .. فـواز خـيـو ..

الوسط -midline-news ..

 

أيام زمان كان إذا أحدهم استدان مبلغا ويريد أن يقدم وعدا قاطعا برده ، أو يعد وعدا ، فكان ينتف شعرة من شواربه ويتركها رهينة عند الرجل الآخر حتى يعيد المبلغ .

كانت الشوارب ثمينة ، ودليل رجولة ، قبل ان تتحول إلى موضة .

الحكومة زادت الراتب ووعدت كثيرا بأنها لن تسمح للتجار بابتلاع الزيادة .
فوجئنا ان الحكومة ابتلعت نصفها من خلال الضريبة التصاعدية على الراتب والتي بلغت 8آلاف ليرة ، فظلت الزيادة 12 ألفا ، والغلاء ابتلعها وأضاف عليها ، قبل ان تصل للمواطن .

مسكينة الحكومة ، لم يعد يصدقها المواطن العنجهي . الله يكون بعونها .

قلت لصديقتي : ما أغلاكي ، غضبت وقالت : شو ما أغلاني ؟ لتقوم مفكرني دولار أو علبة دخان .
لا يا قلبي وحياتك الأسعار كلها مش بذهني .
تنقرد الأسعار والحكومة هن وغلاوتهن .
غضبت وقالت : غلاوتهن كمان !؟ ، صارو مثلي غاليين .
قصدي غلاءهن مش غلاوتهن . هيك مليح ؟
حيرتيني يا قلبي .
شو قلك ؟؟..

الحكومة نتفت كثيراً من شعر شواربها وهي تعد بأنها لن تسمح بغلاء الأسعار .
لاحقت التجار الصغار ، بينما تجار الجملة ظلوا أحراراً .
يقول لك البائع : هاي الفاتورة وهاي جملة هالغرض ، بقديش بدي بيعك ؟
تهز رأسك وتمضي .

مرة أحدهم أراد استدانة مبلغ من شخص ، ونتف حزمة من شواربه ليودعها رهناً .
فقال له المدين : هالنتف هذا مش نتف دفيع ..  أنا عايز شعرة .
والحكومة كان نتفها مش نتف دفيع .
كنا عايزين شعرة .
بس راح زمن الشوارب وقيمتها .

سلفادور دالي أحب غالا زوجة إيلوار ، وخطفها منه وتزوجها وظل يحبها حتى مات .
لم يرسمها .. بل قال فيها شعراً .
قال لها مرة :
أحبك أكثر من نفسي ،
أحبك اكثر من بيكاسو ،
أحبك أكثر حتى من الدولار .

هل دالي هو الذي لعب بالدولار حتى لعب الدولار بالليرة ؟
أنا اعتقد ذلك ، فهو تاجر جشع ، لا مكان للرحمة أو الوطنية في قلبه .
يسحب أرصدته ويودعها في الغرب ، حتى أصبح حجم الدولار نحيلاً هنا ، فحزنت الليرة على رحيله ، وخسرت من وزنها .

عد أيها العشيق القاسي .
دالي ..
أنت ابن حرام ..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى