يضع الشعر في مصاف الحياة .. محمدعلي شمس الدين : غاب الكبار فآن أن تنضج الثمار!..
الكتابة خلاص حقيقي كالولادة أو الموت ..

|| Midline-news || – الوسط …
حوار : روعـة يـونـس
ثلاثة كتب ، كانت “رشوتي!” التي قدمتها مع إهداءات له، كي أقتطف من وقته الثمين- القصير حواراً ..
“محتالة” هكذا قال ملتفتاً إلى مدير عام مكتبة الأسد الوطنية؛ الأستاذ إياد مرشد، وأردف ضاحكاً : تبدأ القصص أحياناً بسلام وتحية، أو بإهداء كتاب ثم يتحول الأمر إلى حوار مع حسناء ذكية.
أخبرناه أنه لا بأس بتسمية المحاولات الملّحة لمحاورته “احتيال” طالما الناس تحبه وتترقب أعماله الشعرية وتنتظر حواراته لتقف على آرائه في تجربته الشعرية وفي الواقع الثقافي العربي. فعلى صاحب “اليأس من الوردة” أن يبث الأمل، ويمنح الورد بعض شمسه، فما اسمه إلا شمس الشعر محمد علي شمس الدين ، الذي التف الجمهور حوله خلال أمسيته التي أقيمت قبل أيام واستضافها معرض كتاب مكتبة الأسد الوطنية ضمن فعاليات دورته الحالية. فقال : كرمى للشام وأهلها هاتوا ما عندكم من أسئلة.
دمشق القصيدة ..
ها أنت في دمشق يا شاعرنا بعد انتظار لك طال.. كيف وجدت دمشق ؟
- كما هي في الخاطر والقلب. لم تتغير دمشق، فقط ازدادت جمالاً بنصرها وصبر أهلها وتماسكهم. لا مدينة كما دمشق الجميلة. في كل مرة تتعرض للجراح تضخ الدماء آلياً إلى داخلها عبر شهداء نبلاء هم الوطن عينه.
قدمت في الأمسية مجموعة قصائد جديدة. وبدا للجمهور المتلقي أن ثمة طرح فلسفي وجودي في القصائد، هل كنت تخاطب النخبة ؟
- كما لو أنكِ تريدين القول “إن قصائدي صعبة”! لا أعتقد أنني اختلفت في الطرح عما سبق من تجربتي. لكن معك حق، ثمة أفكار جديدة. ثمة إنسانية عليا في القصائد. استدعيت لأجلها المثولوجيا والتاريخ وخضتُ في إسقاطات تتلاقح مع كينونتي كشاعر يحيا بالشعر.
الشعر حياة ..
إن كنت تحيا بالشعر. من تكون بالنسبة إلى الشعر ؟
- اوووف هذا استدراج إلى الغرور والنرجسية! دعيني أقول الشعر حياة. حياة ولا أقل. وهو إلى ذلك خلاص كالولادة أو الموت. أراه قوة كونية “مغناطيسية” بكل ما في الكون من تفاصيل وأعماق وأفراح وأحزان.
لا أستطيع الحياة دون الشعر دون الكتابة. وأعجب أن يتوقف شاعر عن الكتابة عن الحياة. والشاعر بالنسبة للشعر قد يكون المترجم المشتعل بلغة جنون النار المندلعة في قلبه.
طالما الأمر كذلك، هل سنقرأ لك –بل الأصح هل ستصدر جديداً بعد كتابك “كرسي على الزبد” ؟
- جميل أنك استدركتِ، فأنا أكتب دائماً، إنما قبل فترة أصدرت “اليأس من الوردة” ومؤخراً أصدرت “كرسي على الزبد” وانشغلت بتحضيرات لمشاريع ثقافية عديدة. حالت دون إصدارات جديدة. لكنني موجود في وسائل الإعلام عبر جديدي الشعري. وخلال الأعوام القليلة الماضية كان لدي إصدار كبير.
أعمال كاملة ..
هل من تذكير ما كان هذا الاصدار الكبير ؟
- إنه صدور الأعمال الشعرية الكاملة لي بجزأين عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر. ثم قامت “قصور الثقافة” في مصر بإصدار ثلاثة أعمال شعرية لي في مجلد واحد، تضمنت (الشوكة البنفسجية، أميرال الطيور، منازل النرد).
أما من جديد على صعيد النشر، كمذكرات! أو دراسات نقدية ؟
- ثمة جديد عني، لكن ليس مني. فهناك إصدارات وأبحاث ودراسات عن تجربتي الشعرية، سواء في وطننا العربي أو مستشرقون من الغرب. أضف إلى بعض رسائل الماجستير والدكتوراه التي تبحث في هذه التجربة “المعمرة”. إنما أي جديد أنوي إصداره سيتم العمل على طباعته وتوزيعه ويعلم به القراء جميعاً.
القدامى والجدد ..
أعرف جيدا مدى ضيق وقتك. وأثمن كثيراً أنك خصصتنا بهذا الحوار، إنما بودنا التعرف إلى أحبتك الشعراء القدامى، ومن ترى من شعراء جدد يحملون راية الشعر الآن ؟
- أحبتي كثر .. إنهم الكبار الموغلين في التاريخ ممن أثروا المكتبة الإنسانية في الشرق والغرب. وصولاً إلى الكبار الذين عاصرتهم، وغيرهم كثر. لقد غاب الكبار.. وعلى شعراء اليوم المزيد من النضوج كي يقطف القارئ الثمار، وكي يواصلوا الدرب- الحياة. لأن الشعر حياة. حياة قائمة بذاتها. أكرر: حياة ولا أقل.
(إنهم هكذا رحلوا
ثم عادوا
على متن قوس النخيل
لكنما.. للرحيل
كأن المنافي إقامتهم
في الزمان البخيل)
يهمنا الوقوف على رأيك في واقع الحركة الشعرية في الوطن العربي ككل ؟
- ثمة حراك كبير، وهناك إصدارات كثيرة. فمعرض الكتاب الذي نحن على أرضه الآن يعرض أكثر من مئة ألف عنوان لديوان شعري. لكن ما يهم ليس الإصدار والأمسيات وتغطيات الإعلام. بل الجودة والطرح والتميز. لا أدري! لنقل دعونا نتفائل.
تكريم الجمهور ..
تم تكريمك عقب أمسيتك الشعرية في معرض الكتاب. كيف ينظر شاعرنا إلى التكريم بعد هذه التجربة الثرية والحياة الغنية بالتفاصيل ؟
- شكراً لكل تكريم. عادة مع كل جائزة وتكريم وشهادة تقدير. أشعر أن التكريم هو للجمهور، للمتلقي، للقارئ. فلقد وصله شعري وجنون لغتي وعذاب أفكاري، وتابعني ولحق بي. لهذا تجدين أولوياتي الكتابة. بدون الكتابة، بدون الشعر، يغيب الحافز، تغيب الحياة.