يدرس عروض عمل كثيرة ويحار في أيها يبدأ .. مـحـمـود حـمـيـدة : السينما السورية جادَّة ومحترمة تذكرني بأعمال يوسف شاهين ..
نساء في حياته غيرن طباعه !.. أسس مجلة "الفن السابع" في منتصف التسعينات ..

|| Midline-news || – الوسط …
إعداد وحوار : روعة يونس
الجميل في الحوار مع النجم محمود حميدة؛ الذي لا تزال صورته في فيلم “المصير” بأدائه الرائع ووسامته وقوته وتأثيره، ماثلة في أذهان المشاهدين، هو إصراره على التحدث باللغة العربية الفصحى، كونه محباً لها، ولديه اهتمامات ثقافية متنوعة؛ منها حضور معارض الكتاب، ما دفعه لزيارة دمشق مدة 24 ساعة! لحضور حفل افتتاح “معرض كتاب مكتبة الأسد الوطنية” على الرغم من الالتزامات التي تنتظر عودته إلى القاهرة.
ولا يزال نجم حوارنا محمود حميدة، يحافظ منذ ثلاثة عقود على مكانته في السينما المصرية، إذ يعتبره النقاد والجمهور النجم الأبرز. فيما كشف في حوارنا معه عن أمر يخص “السينما السورية” ويعتبر مفاجأة بحق.
فعل ثقافي ..
يشكّل حضورك بعض فعاليات معرض الكتاب بدمشق، مفاجأة سارة، وأيضاً غير اعتيادية نوعاً ما. اعتدنا على وجود الأشقاء في مهرجانات فنية غالباً. طبعاً أنت محل ترحيب ؟
- أنا في الأصل أميل إلى الفعل الثقافي. ولم تمر دورة في معارض كتب القاهرة والاسكندرية والمنصورة لم أشارك بها سواء بالحضور أو بفعالية ما. لدي أنشطة تتعلق بمحاضرات لطلاب معاهد الموسيقى والتمثيل. وأنتجت العديد من الأمسيات الشعرية للشاعر الكبير فؤاد حداد. والمكتبة الموجودة في بيتي ليست “للزينة” بل قرأت الكتب جميعها. كما تعلمون أسست منتصف التسعينات مجلة “الفن السابع” وموّلتها وكتبت أعمدة فيها. وهي أول مطبوعة عربية سينمائية متخصصة بصناعة السينما في الشرق الأوسط..لذلك يمكن اعتبارها –للباحثين والدراسين- مرجعاً لمختلف الأعمال الفنية العربية والعالمية.
ماذا عن انطباعاتك حول معرض الكتاب، وأيضاً كيف وجدت دمشق ؟
- زيارتي لمعرض الكتاب اقتصرت للأسف على حفل الافتتاح فقط. لأنني مرتبط بمواعيد تصوير في القاهرة. لكن وجود مئات آلاف العناوين أمر مبشر. وقبل ذلك أمضيت وقتاً جميلاً سعيداً في دمشق مع الزميلات صفية العمري وإلهام شاهين وبوسي شلبي وغيرهم. زرنا أماكن تاريخية ودينية وسياحية. ولم أصدق أن دمشق عانت من حرب! وهذا تفسير لمعنى “سورية الصامدة”.
الحنين إلى شاهين ..
ربما علينا أن نعتمد التسلسل في أسئلة الحوار، فنبدأ بالقديم. لكن الفضول يدفعنا لمعرفة هل التصوير في القاهرة مرتبط بفيلم أو مسلسل أو برنامج؟
- أشارك في بطولة فيلم “تصفية حساب”. وكان من المفترض أن يبدأ تصوير الفيلم في أول الصيف، إلا أن مشاغل طرأت على مواعيد بعض الزملاء عمرو سعد ومحمد لطفي ويسرا اللوزي ونجلاء بدر، دفع بالمخرج أحمد عبدالباسط إلى إرجاء التصوير إلى اواخر سبتمبر. ولدي عدة عروض تلفزيونية ومسرحية، محتار في أمري! بأي منها أوافق وأبدأ العمل، فكلها عروض رائعة.
إلى أي مرحلة في تجربتك الفنية تحنّ؟ أسألك وفي مخيلتي تلمع صورة المخرج العالمي يوسف شاهين ؟
- الله.. هذه مرحلة ذهبية ليست بالنسبة لي وحدي! بل للسينما المصرية كلها. “جـو” ليس مخرجاً عادياً هو استثنائي. معه قدمت أنا ونور الشريف ونبيلة عبيد ولبلبة وليلى علوي وخالد النبوي وكل من عمل تحت إدارته أفضل التجارب السينمائية. لأن الممثل يتعلم من يوسف شاهين ويكتسب ما لم يكن يعرفه من قبل. إنه مخرج عبقري، ليس هناك من يشبهه الآن!
يا تلفزيون يا ..
ألا ترى أنك مقصر على صعيد الدراما التلفزيونية؟ يبدو أن 10 أعمال خلال 3 عقود عمر تجربتك الفنية قليل، بينما لديك 100 فيلم ربما ؟
- لا، عدد أفلامي ربما 75 فيلماً. لكنني بالفعل قدمت حوالى 10 أو 12 مسلسلاً تلفزيونياً وحوالى 5 مسلسلات إذاعية، لكن لا أخفيكم أنني ميال إلى السينما بل عاشق للسينما. وذات عام قدمت حوالى 7 أفلام لأن مواعيد التصوير حينها لم تتضارب مع بعضها.
في التلفزيون قال النقاد إنني أجلب نجوميتي السينمائية إلى التلفزيون لأجل المال (يضحك) ومؤخراً قيل انني ظهرت في 7 حلقات من مسلسل “الأب الروحي” مع الفنانة سوسن بدر لأحتال على الجمهور وأستقطبه للمشاهدة ثم أموت!
وهل ما يراه النقاد صحيحاً، في أنك إنسان مادي، تختلف كثيراً على مسألة “الفلوس” حتى في الحوارات التلفزيونية. وأنك كمثل رائع لكنك صعب خلال التعامل الشخصي؟
- آه أنتِ تقتبسين كلام الناقدة “ماجدة خير الله”. رأيها صائب.. هي وسواها على حق. من حقي الحصول على أجري كاملاً طالما أقدم خدماتي الفنية. ثم نعم أنا رجل غضوب وفظ وقاس وو (أبحثُ يا عزيزتي عن الصفة باللغة الفصحى) لكنني تغيرت، والله تغيرت تغيرت.
غيرتني إمرأة ..
لدي سؤال، لكن قبل ذلك أقول: يفاجؤني أنك تتحدث اللغة الفصحى، وتصرّ عليها ؟
- أولاً “عايزك تفضلي تتكلمي شامي, ما تتكلميش فصحى عشان بحب اللهجة الشامية أوي” ثم أنا أحب اللغة العربية جداً، وأحب التحدث بها حتى في مصر. أعرف أنكم تحبون اللهجة المصرية وتفهمونها، لكنني أعمل –قدر الإمكان- على إحياء لغتنا من خلال التحدث بها. إنما ما كان سؤالك أصلاً؟
لفتني قولك أنك “تغيرت”! وحقيقة آمل ألا يغضبك قولي “أنا من الفئة التي تراك ممثلاً عظيماً، لكنني أتحفظ على حواراتك، تبدو فيها.. يعني ديكتاتورا ولنقل نزقاً. فكيف وما الذي غيرك ؟
- آها، تركتِ رأيكِ بي لنهاية الحوار لئلا أغضب وأمضي (يضحك).
لا لسنا في نهاية الحوار. ثم هذا رأيي كيف تبدو في الحوارات وليس بك .
- شكراً.. الحقيقة لدى جميعنا طباع قد تكون سيئة. والحمد لله أن المرأة غيرتني. أقصد ابنتي ايمان مديرة أعمالي، قامت هي وشقيقاتها والله بإعادة “تربيتي وتأهيلي” أفخر أن بناتي علمنني المرونة واللطف والهدوء وتفهم الآخر. كنت عصبياً ومتشدداً وبفضلهن صرت هادئاً متفهماً بدليل أنني لم أغضب من ملاحظتك، وضحكت.
سينما الفكر ..
بودي الوقوف على رأيك في السينما السورية.. كنت ذات مهرجان عضو لجنة تحكيم، وفزت بجوائز المهرجان، كيف ترى السينما السورية ؟
- تشرفت في أكثر من دورة من مهرجان دمشق السينمائي أن كنت عضو لجنة تحكيم، وفي دورات أخرى نلت جوائز عن أدائي لبعض الأدوار. وأهم جائزة كانت عن دوري سائق ميكرو باص في “عفاريت الاسفلت” إخراج أسامة فوزي الذي نال بدوره جائزة المهرجان عن ذات الفيلم.
حسناً. لم تجبني: ما هو تقييمك للسينما السورية ؟ هل تتابع أفلامها ؟
- السينما السورية رائعة وناجحة. نجاحها الفني مستمد من كونها سينما جادة ملتزمة قوية تقدم فكراً مهماً، تذكرني بأعمال الراحل يوسف شاهين. ففي سورية لا تقوم “المؤسسة العامة للسينما” برمي المال لإنتاج أفلام “هايفة” وهذا سر نجاحها وسمعتها الجيدة.
وإليكِ هذا الخبر : عُرض علي دور مهم في فيلم سوري . لم أوافق بعد .. سأرى كيف أنسق مواعيد التصوير والتزاماتي المسبقة . لكن مجرد عرض الدور علي أسعدني .