إضاءاتالعناوين الرئيسية

وللصورة السمعية جمالياتها.. أحمد علي هلال

|| Midline-news || – الوسط
.

في الوقت الذي نستدعي فيه الصورة بوصفها مرآة للعين والقلب في زحمة الميديا؛ حدَّ القول أن الصورة في التلفزيون مثلاً هي خيال سريع العطب، سرعان ما ننساه وبحكم كثافة الصور في بناءاتها الدرامية..

وربما لأسباب موضوعية انطوت على تحديات كثيرة صار زمن استدعاء زمن الإذاعة وزمن الصورة السمعية ربما أجدى، في ظل ما يخشى منه البعض ويكاد يصبح هاجسه هو (أفول زمن الكهرباء)، والقول بهذا الأفول أصبح ذا استحقاق مثير في زحمة الأعمال  الدرامية التي وُعدنا أن نراها، وربما نستطيع رؤيتها خارج رمضان، فلا بأس بنصف هنا ونصف هناك وهذا ما يشكل مفارقة مثيرة وخطرة بآن، كيف تستطيع إكمال عمل درامي ببنيته الكاملة؟.

ما يواسي هذا القلق هو أن زمن الإذاعة وصورتها السمعية/ البصرية لم يذهب تماماً، ففي لحظات الانتظار وما أكثرها كان ثمة برنامج استدعاه المعد من الرفوف المنسية… كان يتحدث عن تجربة الفنان عبد اللطيف فتحي وعلاقته بالمسرح، وهو المسكون بحب التمثيل وعشقه، والأجمل في ذلك كم تعرض عبد اللطيف فتحي إلى مواقف من أبيه لمنعه من الذهاب إلى المسرح، ومع ذلك ظل مصراً على حضور العروض ليطلب منه صديقه احمد أيوب أن يكون عضواً في فرقة مسرحية، بذريعة أن احد أعضاء الفرقة قد توفاه الله ليحل عبد اللطيف فتحي محله.

كل ذلك والفنان عبد اللطيف فتحي يسرد هذه الوقائع الماتعة بمفارقاتها الاجتماعية والثقافية، أمام صديقيه زياد المولوي ورفيق سبيعي، يمكن للخيال هنا وهو يذهب مع -عبد اللطيف فتحي- ليشكل رحلة ضوء للفنان والمسرحي وبذات الوقت تدهشنا الصورة السمعية التي نكاد نفتقدها هذه الأيام بفعل زحمة الصور التي نتوسل أن تقيم في ذاكرتنا أطول.
.

*كاتب وناقد فلسطيني- سوريا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى