إعلام - نيوميديا

وضاح عيسى – الاستثمار « الترامبي » قادم ..

|| Midline-news || – الوسط  ..

تثير زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المرتقبة إلى المنطقة عموماً، والسعودية تحديداً، وفي هذا التوقيت، الكثير من التساؤلات وعلامات التعجب والاستفهام. فالرئيس الأمريكي خصّ السعودية في أول زيارة خارجية له في خطوة غير مسبوقة لساكن البيت الأبيض، رغم أنه انتقدها علانية وقلّل من شأنها في الأجندة الخارجية الأمريكية كأول مرشح في تاريخ الانتخابات الأمريكية، ومسّها – لأسباب عدة – بنعوت أزعجت نظام الحكم فيها الذي أيد منافسته هيلاري كلينتون وقدّم لها كل الإمكانات على أمل فوزها في الانتخابات الرئاسية.
فرغم التباعد الكبير ظاهرياً بين النظام السعودي والولايات المتحدة في ظل إدارة ترامب، بدأت علامات الالتقاء تظهر تدريجياً إلى أن اتضحت معالمها أكثر، تُرى ما الدوافع والأسباب الكامنة وراء ذلك؟ هل هي اقتصادية أم سياسية أو عسكرية.. وما الرابط بينهما؟.
بدأت التحضيرات الأولية في السعودية لزيارة الرئيس الأمريكي المرتقبة التي سبقها إبرام واشنطن عقود بيع أسلحة للرياض بعشرات مليارات الدولارات، وسط تصريحات لمسؤولين سعوديين رأت فيها أن زيارة ترامب «لا تحمل أي نيات سيئة» تجاه العالم الإسلامي، بينما رآها مساعدو الرئيس الأمريكي «انعكاساً للجهود المبذولة في إعادة العلاقات مع العالم الإسلامي»، فهل الأمر كما تتم إشاعته، ولاسيما أن لدى الرئيس الأمريكي العديد من المواقف والتصريحات المعادية للمسلمين، أم إن وراء الأكمة ما وراءها؟
هناك تحليلات تشير إلى أن الزيارة تخبئ وراءها مفاجآت اقتصادية كبيرة ستنفذ ضمن برنامج التعاون الاقتصادي والاستثماري بين الجانبين في زمن قياسي قد لا يتعدى أربع سنوات بقيمة استثمارية ضخمة تصل وفق التقديرات إلى 200 مليار دولار، فإن كان الأمر كذلك، هل يمكننا القول ببدء مرحلة الاستثمار «الترامبي» في السعودية التي وصفها بـ «البقرة الحلوب التي تدر ذهباً ودولارات»؟ وهل سيزداد در الحليب من الضرع السعودي إلى الفم الأمريكي في إطار برنامج التعاون، وإلى متى سيبقى؟ وفي حال جف الضرع الذي يبدو أنه سيكون في زمن ترامب، بحسب وعيده، هل سيذبح هذه البقرة أم سيطلب من غيره ذبحها كما توعدها في حملته الانتخابية؟.
ما بين واشنطن والسعودية ملفات كثيرة مشتركة تأتي جميعها في خدمة الإمبريالية العالمية، لكن ما تريده الولايات المتحدة من الأنظمة الرجعية وعلى رأسها النظام السعودي وفي هذا التوقيت بالذات هو بذل المزيد من الإمكانات والقدرات لـ «تسريع وتنفيذ» المخططات الصهيو- أمريكية، بالتزامن مع الاستثمار «الترامبي»، وإلا فالوعيد الأمريكي آت لا محالة؟.

جريدة تشرين السورية
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى