العناوين الرئيسيةمنوعات

خوارزميات وسائل التواصل وانتحار المراهقين.. القضاء البريطاني على الخط

طريقة عمل خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تميل إلى إظهار محتوى للمستخدمين مشابه لما رأوه سابقاً، كان لها تأثير سلبي على انتحار مراهقة في بريطانيا.

إن السلوك الانتحاري يعد مشكلة قديمة يعود تاريخها إلى فجر حياة الإنسان ووجوده على الأرض، وهو سلسلة الأفعال التي يقوم بها الفرد محاولا من خلالها تدمير حياته بنفسه دونما تحريض من آخر أو تضحية لقيمة اجتماعية ما.

ولذلك من الصعب وضع أسباب محددة للانتحار، فكل الدراسات أجمعت على تضافر العوامل الاجتماعية، النفسية والطبية فيما بينها لحدوث الفعل الانتحاري، لقد عد الفلاسفة الانتحار عملا غير أخلاقي يضر بالمجتمع والأسرة. ويصنف الانتحار كأحد الأسباب العشرة الرئيسة للوفاة. حيث إن هذه الظاهرة يستحيل السيطرة عليها وانتزاعها من السلوك الإنساني.

وظاهرة الانتحار عبر مواقع التواصل الاجتماعي هي قبل كل شيء مشكلة اجتماعية، وتعد من أخطر المشكلات الاجتماعية الناجمة عن الخلل أو الاضطراب الاجتماعي الذي ميز المجتمعات الإنسانية الحديثة، بذلك تعد ظاهرة الانتحار والسلوك الانتحاري صورة عامة لهذا الاختلال أو الاضطراب الاجتماعي.

القضاء البريطاني أكد اليوم الجمعة وجود رابط بين انتحار مراهقة قبل سنوات والمحتويات التي شاهدتها على الشبكات الاجتماعية، إثر مسار أعاد الجدل حول تأثير هذه المنصات وخوارزمياتها.

أقدمت مولي راسل، التي عانت من الاكتئاب، على الانتحار في نوفمبر / تشرين الثاني 2017 عندما كان عمرها 14 عاماً، وفي محاولة لفهم خطوتها، اكتشف أقاربها أنها تعرضت على الشبكات الاجتماعية، وخصوصاً إنستغرام وبنترست، إلى محتويات كثيرة تتحدث عن الانتحار والاكتئاب وإيذاء النفس.

وانتهى الجمعة في لندن إجراء قانوني يهدف إلى تحديد أسباب الوفاة، بعد جلسات استماع استمرت عشرة أيام.

وأكد الطبيب الشرعي المسؤول عن العملية أندرو ووكر في استنتاجاته، أن المحتويات التي شاهدتها الفتاة “لم تكن آمنة” و”ما كان ينبغي أن تكون في متناول أي طفل على الإطلاق”.

وبدلاً من تحديد موتها انتحاراً، قال الطبيب إن الفتاة “ماتت جراء فعل إيذاء النفس، بينما كانت تعاني من الاكتئاب والآثار السلبية للمحتوى المتاح على الإنترنت”.

وأوضح ووكر أن مولي “تعرضت لمحتوى ربما يكون قد أثّر عليها بشكل سلبي”. وكان بعض هذا المحتوى “يميل بشكل صريح إلى وصف إيذاء النفس والانتحار كنتيجة حتمية لمرض لا يمكن علاجه”، و “من دون أي بدائل”.

وشدد على أن طريقة عمل خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تميل إلى إظهار محتوى للمستخدمين مشابه لما رأوه سابقاً، “كان لها بالتأكيد تأثير سلبي على مولي”.

وخلال جلسات الاستماع، قدّم ممثلون عن بنترست وميتا (مالكة فيسبوك وإنستغرام) اعتذاراً عن وفاة الفتاة، معترفين بأنها تمكنت من الوصول إلى محتوى لم يكن عليها رؤيته.

كما سلطوا الضوء على جهودهم في تعديل المحتوى المنشور على منصاتهم.

وأدى موت الفتاة وكفاح والديها من أجل الاعتراف بمسؤولية الشبكات الاجتماعية، إلى إعادة إشعال الجدل حول تأثير هذه المنصات في المملكة المتحدة وحول إجراءات الإشراف على المحتوى التي تستند في المقام الأول إلى التنظيم الذاتي.

وينظر البرلمان البريطاني حالياً في قانون “الأمان على الإنترنت”، الذي يُفترض أن يحقق التوازن بين حرية التعبير وحماية المستخدمين، وخصوصاً القصّر منهم.

تابعونا على الفيسبوك  و قناتنا على التلغرام

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى