
تتصاعد حرب التصريحات بين تايوان والصين.. فهل يسير التنين الصيني على خطى الذئب الروسي؟، وهل تواجه تايوان مصير أوكرانيا ؟.. في الوقت الذي ينشغل العالم بمتابعة تطورات الأزمة الروسية – الأوكرانية، مما قد يسبب في حرب عالمية ثالثة.
اشتعال حرب التصريحات
«إنما نحن نعتبر تايوان جزءًا لا يتجزأ من أراضينا، ولا بدّ في نهاية المطاف من إعادة توحيدها مع البرّ الرئيسي، وبالقوة إذا لزم الأمر»،
بهذا الخطاب الحاسم ردت الصين على تشبيه رئيسة تايوان تساي إنغ وون، الاجتياح الروسي لأوكرانيا، بأزمة بكين وتايوان، الأمر الذي فتح باب المخاوف من أن يشهد العالم بقعة مشتعلة أخرى.
دانت رئيسة تايوان روسيا لإصدارها أوامر بدخول قواتها إلى المناطق التي يسيطر عليها المتمردون في أوكرانيا.
ومن دون أن تشير بالاسم إلى الصين قالت إنغ وون إن: «قوى خارجية تحاول التلاعب بالأوضاع في أوكرانيا والتأثير في معنويات المجتمع في تايوان».
وردّت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، هويا تشونييج، بالقول: «إن تسليط السلطات التايوانية الضوء على القضية الأوكرانية» وإبداء القلق إزاء الأوضاع هناك، «مناف للمنطق».
أضافت أنّ «تايوان بالتأكيد ليست أوكرانيا. تايوان كانت ولا تزال جزءاً لا يتجزّأ من الأراضي الصينية. هذه حقيقة تاريخية وقانونية لا يمكن دحضها».
كما اتهمت بكين، الولايات المتحدة بتصعيد الأزمة في أوكرانيا، بعد اعتراف روسيا بمنطقتين انفصاليتين في شرقي جارتها، وفرض واشنطن عقوبات على موسكو. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية، إن الولايات المتحدة تواصل بيع أسلحة لأوكرانيا ما يزيد التوترات ويثير هلعاً.
أضافت: «السؤال الرئيسي هو ما الدور الذي أدته الولايات المتحدة في التوترات الحالية في أوكرانيا؟». واعتبرت أنّ «صبّ الزيت على النار واتّهام الآخرين، هو تصرّف غير أخلاقي وغير مسؤول».
هل تواجه تايوان مصير أوكرانيا؟
وحسب تقرير شبكة CNN، فبالنظر إلى سطح المسألة، قد تكون هناك أوجه تشابه بين الأزمتين: “فتايوان وأوكرانيا دولتان ديمقراطيتان صديقتان للغرب، وبينهما خلافات مع جارتنا على خلافات حادة مع الولايات المتحدة الامريكية”. حسب زعم شبكة CNN
وفي حال تايوان، يسعى الحزب الشيوعي الصيني إلى “إعادة التوحيد” في نهاية المطاف مع الجزيرة التي يدعي أنها إقليمه على الرغم من أنه لم يحكمها قط – لم يستبعد القيام بذلك بالقوة.
وبالنسبة لأوكرانيا، فإن هذا التهديد يتكشف: فقد قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه يعتبر الروس والأوكرانيين “شعبا واحدا”، ومن غير الواضح بعد إلى أي مدى سيذهب لتحقيق هذا الادعاء – فقد أعلن يوم الاثنين عن منطقتين منفصلتين تدعمهما موسكو في أوكرانيا كجمهورية مستقلة.
وأشار زعماء العالم أنفسهم ضمنا إلى وجود صلات بين مصير أوكرانيا وتايوان في الأسابيع الأخيرة.
وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون السبت الماضي، إن “أصداء” ما يحدث في أوكرانيا “ستسمع في تايوان”.
مخاوف من أن يسير التنين الصيني على خطى الدب الروسي
وتزايدت المخاوف في السنوات الأخيرة من أن الصين الواقعة تحت قيادة الزعيم شي جين بينج قد تتخذ خطوة جريئة للسيطرة على تايوان، ومن المرجح أن تراقب بكين الوضع في أوكرانيا بعناية بحثا عن دلائل على كيفية استجابة القوى الغربية – ومدى شدة هذه الردود.
وأعلنت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي وكندا وأستراليا واليابان فرض عقوبات اقتصادية لمعاقبة موسكو فى أعقاب تحركات بوتين فى وقت سابق من هذا الأسبوع.
لكن هناك حدود لأوجه التشابه، وإلى أي مدى يمكن لبكين أن تستفيد من الأزمة المتصاعدة في أوكرانيا عندما يتعلق الأمر بأي إجراءات مستقبلية تجاه تايوان.
وقال ليف ناكمان، وهو زميل أبحاث ما بعد الدكتوراه في مركز فيربانك للدراسات الصينية في جامعة هارفارد إن “كيفية استجابة الولايات المتحدة لأوكرانيا لن تكون هي نفسها تجاه تايوان لأن الطريقة التي شيدت بها الولايات المتحدة علاقتها مع تايوان على مدى عقود تختلف عن مسؤولياتها تجاه أوكرانيا أو الاتحاد الأوروبي أو حلف شمال الأطلسي”.
المصدر: وكالات