هل تنوي روسيا البقاء في أوكرانيا؟

بعد 100 يوم من الحرب التي وصلت تبعاتها إلى كل أصقاع الأرض.. هل تنوي روسيا البقاء في أوكرانيا؟ رغم تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقب العملية العسكرية بعدم احتلال أوكرانيا.
تشير الأوضاع على الأرض مع بلوغ العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا يومها المئة الجمعة، أنه من غير المرجح بشكل متزايد أن تتخلى روسيا عن الأراضي التي سيطرت عليها خلال الحرب ..خاصة وسط ترحيب الكثير من سكان تلك المناطق بالوجود الروسي.
هل تنوي روسيا البقاء في أوكرانيا؟
من هذه المؤشرات تحول الروبل إلى عملة رسمية في منطقة خيرسون إلى جانب الهريفنيا الأوكرانية. كما تقدم الإدارات الموالية لروسيا للسكان هناك وفي الأجزاء التي تسيطر عليها من منطقة زابورجيا جوازات سفر روسية. وتحدثت الإدارات التي نصبها الكرملين في كلتا المنطقتين عن خطط لضمهما إلى روسيا.
ويتحدث زعماء المناطق الانفصالية المدعومة من موسكو في منطقة دونباس شرقي أوكرانيا، والتي يتحدث أغلب سكانها اللغة الروسية، عن نوايا مماثلة. اعترف بوتين بالجمهوريات الانفصالية التي نصبها الانفصاليون كدول مستقلة قبل يومين من انطلاق العملية.
ومع أنه لم يكن ضم مزيد من الأراضي الأوكرانية الهدف الرئيسي للعملية العسكرية، لكن من غير المرجح أن تتخلى موسكو عن مكاسبها العسكرية، وفقا لمحللين سياسيين.
والتزم الكرملين الصمت إلى حد كبير بشأن خططه للمدن والبلدات والقرى التي قصفها بالصواريخ وطوقها واستولى عليها أخيرا.
المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قال، الجمعة، إن القوات الروسية نجحت في مهمتها الرئيسية المعلنة المتمثلة في حماية المدنيين في المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون. وأضاف أن القوات الروسية “حررت” أجزاء من أوكرانيا و”هذا العمل سيستمر حتى تتحقق جميع أهداف العملية العسكرية الخاصة”.
و قال أندريه كوليسنيكوف، كبير الزملاء في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي: “روسيا بطبيعة الحال تعتزم البقاء. بالنسبة لروسيا، سيكون من المؤسف التخلي عما تم الاستيلاء عليه، حتى وإن لم يكن جزءا من الخطة الأصلية”.
وكانت القوات الروسية قد استولت على مناطق واسعة من خيرسون وزابورجيا المجاورة في وقت مبكر من الحرب، وسيطرت على معظم ساحل بحر آزوف الأوكراني وأمنت ممرًا بريًا جزئيًا إلى شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا من أوكرانيا عام 2014. أكملوا الاستيلاء الشهر الماضي على ميناء ماريوبول بعد حصار دام ثلاثة أشهر.
وعلى عكس ما يروجه الإعلام الغربي، رحب السكان في المناطق التي تم الاستيلاء عليها في أوكرانيا بالوجود الروسي.
و يقول فاديم رومانوفا، البالغ من العمر 17 عامًا من ماريوبول، “أردت أن أعيش في روسيا منذ أن كنت صغيرًا، والآن أدرك أنني لست مضطرًا للانتقال إلى أي مكان”.
و في المدن التي تخضع لسيطرة روسيا جنوب أوكرانيا، حل السكان المؤيدون للكرملين محل رؤساء البلديات، ورفعت الأعلام الروسية، وهيمن البث الحكومي الروسي المؤيد للكرملين.
و بدأ كبار المسؤولين الروس بجولة في المناطق، للتعريف بآفاق اندماج المناطق في روسيا. كما زار نائب رئيس الوزراء مارات خوسنولين خيرسون زابورجيا في منتصف آيار/ مايو وأشار إلى أنهما ستصحبان جزءًا من “عائلتنا الروسية”.
وقال أندريه تورتشاك، أحد كبار المسؤولين في حزب روسيا الموحدة الحاكم، صراحة في اجتماع مع سكان خيرسون: “روسيا ستظل هنا إلى الأبد”.
وسرعان ما أعلن أعضاء الإدارات الموالية للكرملين في كلتا المنطقتين أنهما ستسعيان إلى الاندماج في روسيا.
قال أوليج كريوتشكوف، المسؤول في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا، إن المنطقتين الجنوبيتين تحولتا إلى مزودي خدمات الإنترنت الروس. ونشرت وسائل الإعلام الحكومية لقطات لأشخاص يصطفون للحصول على بطاقات “SIM” روسية لهواتفهم المحمولة. قال كريوتشكوف أيضًا إن كلتا المنطقتين تتحول إلى رمز الدولة الروسي، +7، من الأوكرانية +380.
المصدر: وكالات